أكدت فصائل وقوى وطنية وإسلامية أن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في فعاليات الجمعة السادسة عشرة من مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار شرق قطاع غزة، دليل على فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر إرادة الجماهير، بعدما لجأ أخيراً إلى تشديد قيود الحصار.
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، إن "مشاركة الجماهير تحت شعار جمعة الوفاء لأهلنا في الخان الأحمر هي رسالة تضامن لكل الصامدين فوق الأرض الفلسطينية، والمتمسكين بهويتهم الفلسطينية العربية في كل أماكن وجودهم".
وأضاف قاسم في تصريح صحفي أمس، أن "خروج عشرات الآلاف من جماهير شعبنا في جمعة 100 يوم من مسيرات العودة، يؤكد مواصلة شعبنا لهذه المسيرات حتى تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة".
وأشار إلى أن زيادة أعداد المشاركين على الرغم من قرار الاحتلال بزيادة حصار غزة، يؤكد فشله في كسر إرادة وإصرار الجماهير على مواصلة المسيرات وفعالياتها السلمية.
بدوره، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن مسيرة العودة وكسر الحصار المستمرة منذ ما يزيد على 100 يوم، بمنزلة "رسالة شعب تحت الاحتلال، تمرد على الواقع الذليل الذي رصده المجتمع الدولي منذ نكبة 1948 وأكمل فصولها في عام 1967".
وقال البطش في كلمة له خلال مشاركته في فعاليات الجمعة السادسة عشرة للمسيرة، شرق مدينة غزة "أعادت مسيرة العودة مفهوم الاشتباك الواسع بين أطياف شعبنا مباشرة مع الاحتلال، بعد أن حاولت كل التسويات السياسية التي فرضها المجتمع الدولي أن تبعد هذه الأجيال عن المعركة وتشغلها بقضايا هامشية".
وأضاف البطش: "رصدت المسيرات مرة أخرى ملامح مشروعنا الوطني القائم على المقاومة والاشتباك مع الاحتلال"، داعيًا جماهير الضفة الغربية المحتلة للانتفاض في وجه الاحتلال حتى طرده.
في حين، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن "دخول مسيرة العودة وكسر الحصار يومها المائة تأكيد لقوة الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده وإرادته وعزيمته الصلبة"، مؤكدًا استمرار الجماهير في مسيرة العودة حتى نيل حريتها وعودتها.
وقال مزهر في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن مسيرة العودة حققت رصيداً معنوياً من أجل مواصلة الشعب الفلسطيني نضاله ضد الاحتلال ومشاريع التصفية التي تستهدف مختلف الحقوق الوطنية، مشدداً على أن هناك نقاشات وطنية عميقة لتحويل مسيرة العودة إلى انتفاضة شعبية عارمة وشاملة في وجه الاحتلال والمخططات المشبوهة.
وبين أن الشعب الفلسطيني مستمر في مسيرة العودة ليس من أجل كسر الحصار وتحسين الأوضاع في القطاع فحسب، بل لأنه يحمل رؤية وطنية شاملة ويواصل العطاء والتضحيات وعيونه موجهة إلى القدس والخان الأحمر وحيفا وإلى كل قرية ومدينة في الأراضي المحتلة.
أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، زياد جرغون، فأكد أهمية استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار حتى استرجاع الحق الفلسطيني التاريخي في العودة إلى الديار المحتلة عام 1948، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، داعياً إلى توحيد الجهود لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه القضية.
وطالب جرغون، خلال مشاركته أمس في فعاليات مسيرة العودة شرق مدينة رفح جنوب القطاع قيادة السلطة في رام الله بالعمل على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ورفع العقوبات التي تفرضها على غزة، والاهتمام بأهالي الشهداء والجرحى، وتقديم كلّ أشكال الدعم والمساندة لهم.
وقال جرغون: "من يريد مواجهة مخاطر صفقة القرن وكسر الحصار واحترام دماء الشهداء والجرحى يجب أن يتحرك لإنجاز الوحدة الوطنية حتى نستطيع ومن خلال القواسم المشتركة وما أقرته وثيقة الوفاق الوطني أن نعزز الشراكة الوطنية في إطار المؤسسات والقرار الوطني الجامع".