أعتقد أن جامعاتنا عندما تخرج تخصصات لا علاقة لها بسوق العمل أو أنها أضعاف حاجة السوق فإن ذلك أحسن وصفة لتهجير خريجينا وكفاءاتنا من وطنهم، لن يقبل المهندس بعد أن دفع أهله ما فوقهم وما تحتهم أن يضع شهادته جانبًا ويعمل بأي شيء ، الفكرة التي تستحوذ عليه حينها أن يبحث عن عمل خارج البلد . وأغلبهم يسافرون ولا يعودون.
على سبيل المثال: كم هي حاجة السوق من الصيادلة ؟ هل هناك دراسة ليبني عليها التخطيط ؟ وجامعاتنا تجعل من قيمة الدراسة لهذا التخصص رقما فلكيًا فيزداد الإقبال عليه ببعد تجاري محض، كم تحقق الجامعة من ميزانيات في تدريس هذا التخصص؟ كذلك الهندسة والطب والتجارة والاقتصاد .. الخ .
بالفعل يحتار الطالب في اختيار تخصصه:
• لأنه للأسف لا يوجد إحصائيات تؤشر إلى حاجة السوق.
• ولا يوجد دليل عملي يرشد الطالب .
•ولا يوجد تهيئة علمية للطالب كي يختار تخصصه بصورة علمية وعلى أسس منطقية تراعي رغبة الطالب وواقع مستقبل التخصص الذي يختاره .
•ولأن الطالب يقع ضحية معلومات لا تعدو عن كونها شائعات عن كل تخصص دون رفده بمعلومات دقيقة عن عدد العاطلين عن العمل بعد تخرجهم في كل تخصص وعن مساحة الطلب وطاقة السوق الاستيعابية على مدار -على الأقل- سنوات الدراسة والى حين تخرجه .
لذلك نجد الهجرة وللأسف بعد التخرج مباشرة وبعد أن يصدم بحجم البطالة في التخصص الذي اختاره وتخرج به.
لا يوجد أيضا إحصائيات تبين من تبقى في البلد؟ ومن هاجر ممن خرجتهم جامعاتنا؟ وكي يتبين من خلالها حجم الكارثة.
والمطلوب وحدة تخطيط علمية مع توفير احصائيات دقيقة وبناء على ذلك تتوقف جامعاتنا او تحدد العدد المطلوب في التخصصات التي أصبحت فائضًا في السوق ، وقد لا يستطيع أحد إلزام جامعاتنا خاصة تحت ضغط الطلبة وأهاليهم وخوفا من هجرة الطلبة للتعلم في الخارج لذلك لا بد من نشر التوعية المطلوبة ووضع طلبتنا في صورة الأمر بشكل كامل .