فلسطين أون لاين

​كيف يخفف الأهل صدمة النتيجة على أبنائهم الطلبة؟

...
غزة - هدى الدلو

بعد انتظار طويل ولهفة لمعرفة كل طالب ثمرة جهده وتعبه، ظهرت النتائج، ولكن بكل تأكيد لم تروِ ظمأ جميع الطلبة، خاصة من كان يتوقع معدلاً وخاب ظنه في معدل أقل من المتوقع، فتكون صدمته أكثر مما هو متخيل بعد عام دراسي من الجد والاجتهاد والسهر والمثابرة من أجل الحصول على ما يحقق فيه طموحاته ويُدخل الفرحة على نفسه وأهله.

لذلك قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فيقع الطالب وأهله تحت تأثير الصدمة، ويأتي دور الأهل في التخفيف من حدة الصدمة على ابنهم طالب التوجيهي.

رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية، إسماعيل أبو ركاب يقول: "يأتي سبب الصدمة التي يقع فيها الطالب وأهله نتيجة التوقعات المرتفعة للطالب وفق مستواه الدراسي على مدار السنوات الماضية، فيتولد لدى الطالب وأهله طموح في الحصول على معدل مرتفع".

وأضاف أبو ركاب لصحيفة "فلسطين": "هنا يأتي دور عائلته في التعامل مع النتيجة بشكل متزن وواقعي، والتسلح بالصبر والرضا، والابتعاد عن المبالغة في مظاهر الحزن والعصبية والغضب، ومنعها من السيطرة على الأجواء الأسرية والعلاقات الاجتماعية".

وأوضح أنه يجب على الأسرة أن تعمل على تهيئة ابنها نفسيًا في القبول بالنتيجة، وعدم إظهار مظاهر القلق والتوتر والغضب والبكاء خاصة أمام طالب التوجيهي، بل السعي وراء تشجيعه على تقبل النتيجة التي هي ليست نهاية المطاف، والأخذ بيده لتجاوز آثار الصدمة حتى لا تتفاقم وتتحول إلى أعراض وإشكاليات سلوكية.

وأشار إلى أن أثر الصدمة على الطالب يرجع إلى طبيعة نمط شخصيته، والإحاطة الاجتماعية، فلذلك لا بد من أن يقف الجميع إلى جانبه، والعمل على مساندته ودعمه من أجل تقبل النتائج والابتعاد عن البكاء والغضب والتوتر، الأمر الذي قد يؤثر على حياته التعليمية الجامعية المقبلة.

ونوه أبو ركاب إلى أنه يجب على الأهل الابتعاد عن إلقاء اللوم على عاتق طالب التوجيهي، أو عمل مقارنات بينه وبين أصدقائه وأقاربه في التوجيهي الذين حصلوا على معدلات أعلى منه، مما يزيد من إحباطه وغضبه بسبب عدم حصوله على نتيجة ترضي أهله.

ودعا الطلبة إلى عدم المبالغة في مظاهر الحزن والندم، والسعي للاستفادة من هذا الإخفاق في المراحل العمرية القادمة من خلال السعي والجد والاجتهاد بشكل مضاعف.

ولفت أبو ركاب إلى أهمية دور الأهل في العمل على تشجيع أبنائهم على نسيان إخفاقهم في امتحان الثانوية العامة وعدم حصولهم على المعدل المتوقع، والسعي للاستعداد للانخراط في الحياة التعليمية من جديد، وتحفيزهم على تحقيق معدلات تناسب طموحهم وتوقعاتهم.

وبين أن تلقي النتيجة بروح رياضية بغض النظر عن الإخفاق أو تدني المعدل يبث روح الأمل والتشجيع في نفس الطالب لبذل المزيد من الجهد في السنوات الدراسية القادمة.