فلسطين أون لاين

​طلبة الثانوية العامة.. نصائح في تحديد خطوة ما بعد النتائج

...
رام الله / غزة - نبيل سنونو

أسدل الستار على إعلان نتائج الثانوية العامة، لكن صفحة جديدة بدأت في حياة الطلبة الذين يتعين عليهم تحديد وجهتهم العلمية والمهنية.

لكن تحيط بكل ذلك تساؤلات ملحة، منها عن التخصصات التي يتوجب على الطلبة اختيارها، والتأثيرات المحيطة بهم، ودوافعهم ورغباتهم، وإحصاءات الجهات المتخصصة التي قد تكون موجها لهم تجنبا للبطالة مستقبلا.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك ارتفاع في معدل البطالة بين الأفراد 20-29 سنة الحاصلين والحاصلات على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس.

وارتفع معدل البطالة بين الأفراد 20-29 سنةفي عام 2017 الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في فلسطين إلى حوالي 56%، بواقع 41% في الضفة الغربية و73% في قطاع غزة، في حين بلغ معدل البطالة بينهم حوالي 54% في العام 2016 وحوالي 52% في العام 2015، بينما بلغ هذا المعدل حوالي 45% في العام 2010.

وسجل أعلى معدل بطالة بين الإناث 20-29 سنة الحاصلات على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس في تخصص الحاسوب بنسبة 83% مقارنة بتخصص العلوم الطبيعية بين الذكور بنسبة 54%.

وسجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد الذكور 20-29 سنة الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس في فلسطين في العام 2017 في مجالات الدراسة الآتية: العلوم الطبيعية (54%)، الرياضيات والإحصاء (49%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (47%)، الصحافة والإعلام (45%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (43%).

في حين بلغت أعلى معدلات للبطالة بين الإناث 20-29 سنة الحاصلات على شهادة البكالوريوس أو الدبلوم المتوسط في العام 2017 في مجالات الدراسة الآتية: الحاسوب (83%)، علوم إنسانية (80%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (77%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (76%)، الخدمات الشخصية (75%).

وسجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد 20-29 سنة الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في العام 2017 في قطاع غزةبالمجالات الآتية: علوم إنسانية (79%)، الأعمال التجارية والإدارية (77%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (77%)، العلوم الطبيعية (75%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (74%).

في حين سجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد 20-29 سنة الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في العام 2017 في الضفة الغربية بالمجالات الآتية: العلوم الطبيعية (65%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (59%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (58%)، الحاسوب (51%)، علوم إنسانية (49%).

وبلغ عدد المتقدمين لامتحان شهادة الثانوية العامة "الانجاز" في العام الدراسي 2017/2018 حوالي 77 ألف طالباً وطالبة، ويبلغ عدد خريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية بمعدل 40 ألف خريج وخريجة سنوياً. ويستوعب السوق المحلي بمعدل 8 آلاف فرصة عمل للأفراد (20-29 سنة)، بحسب الجهاز ذاته.

ويقول مدير دائرة تنمية التشغيل في وزارة العمل عاصم أبو بكر، إن أهم التخصصات التي ارتفع فيها معدل البطالة هي الصحافة والإعلام والعلوم التربوية وإعداد المعلمين، في المقابل تبين المؤشرات الإحصائية تخصصات فيها أقل معدلات البطالة مثل تخصص القانون وبعض التخصصات الهندسية.

ويضيف أبو بكر لصحيفة "فلسطين": "نولي أهمية لموضوع التدريب المهني سواء كان من خلال التدريب المهني عبر المراكز التابعة للوزارة بمعنى المهنيين والتقنيين والفنيين، أو من خلال الكليات الجامعية التي تهتم بالمهن التقنية مثل بعض التخصصات الهندسية التقنية التي يحتاجها سوق العمل".

ويوضح أن توجهات وزارة العمل للأعوام المقبلة هي التركيز على التدريب المهني والمدارس الصناعية والكليات التقنية التابعة لوزارة التربية والتعليم العالي.

ويتابع: "توجهاتنا التخفيف من التخصصات الأكاديمية التقليدية التي فيها نسب بطالة مرتفعة والتركيز على التخصصات التقنية المهنية التي يحتاجها سوق العمل".

ويقول أبو بكر، إن وزارته تقوم بدور توجيه وإرشاد الطلبة تجاه التخصصات التي تشهد نسب بطالة مرتفعة، لكنها في النهاية لا تستطيع إجبار الطلبة، بل تعمل على تقديم استشراف للواقع وهم من يتخذ القرار المناسب.

على صعيد آخر، يعتقد بعض الطلبة الذين لم يحصلوا على معدلات كانوا يطمحون إليها، أن هذا هو نهاية المطاف.

ثقافة

ويقول أستاذ علم الاجتماع د. ياسر منصور، إن هذه "ثقافة زرعناها في بيوتنا وعند أبنائنا وصرنا نشكل ضغطا عليهم"، مبينا أن الثانوية العامة بحاجة إلى تهيئة مسبقة دون قلق أو خوف من بدايتها وحتى نهايتها.

ويشير منصور، إلى أن أولئك الذين لم يحصلوا على المعدلات التي يرغبونها، لديهم فرصة في تحسين معدلاتهم من خلال إعادة بعض المواد، لذا عليهم الاستفادة من هذه الفرصة وبذل الجهد المناسب.

وينبه إلى أن بعض الطلبة يكونون من الأوائل خلال المراحل الدراسية المختلفة، لكن ضغط الأهل عليهم تتسبب في تدني أدائهم في الثانوية العامة، عندما يشعر هؤلاء الطلبة أنهم مراقبون ومقيدون، ما يضفي عليهم القلق.

ويوضح منصور، أن الجامعات تعطي خيارات للطلبة في مجال التخصصات، وهناك اختلاف أحيانا في مفاتيح التنسيق.

ويقول خبير علم الاجتماع، إن التمسك بتخصصات تقليدية معينة كالطب والهندسة يمثل عادة قديمة، مبينا أن هذين التخصصين بات فيها نوع من تشبع سوق العمل.

ويضيف أن هناك تخصصات مهنية وذات علاقة بالتكنولوجيا حصلت على حصة سوقية بشكل ملحوظ.

وعن كيفية الموائمة بين حاجة سوق العمل وبين رغبات ودوافع الطالب، يقول: "على المستوى المحلي، خاصة قطاع غزة، لا أعتقد أن لدينا نقصا كميا، قد يكون لدينا نقص كيفي في كثير من التخصصات".

ويرى أنه حتى لو كان هناك تشبع في سوق العمل في تخصص معين، لكن هذا التخصص يرغبه الطالب، قد يشكل ذلك دافعا له للإبداع فيه، في المقابل ممكن أن نفترض أن تخصصات أخرى تحظى بحصة سوقية أقل، لكن لا يوفق الطالب إذا التحق بها لأنها خارج نطاق اهتماماته ودوافعه.

هي محطة مهمة للطلبة حتى يحددوا مساراتهم في المستقبل، دون أن يظنوا أن الحياة انتهت بناء على المعدل، أو يختاروا تخصصات لا يرغبونها بناء على المؤثرات المحيطة، فلا تزال هناك فرصة لحسن الاختيار.