فلسطين أون لاين

نتائج التوجيهي تمنح غزة فرحاً مؤقتاً رغم الجراح

...
غزة - أدهم الشريف

حلَّت أجواء الفرح والسرور "مؤقتاً" على قطاع غزة مع إعلان نتائج الثانوية العامة "الإنجاز"، في حدث يتكرر كل عام حاملاً معه جواً مغايراً عن الذي يعيشه مليونا مواطن بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 12 عاما.

وليس بعيدًا عن عمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال بحق المدنيين وهم الذين عاشوا في مثل هذه الأيام حرباً طاحنة قبل أربعة أعوام، احتفل الأهالي في غزة بنجاح وتفوق أبنائهم في امتحان الثانوية العامة "الإنجاز".

وجابت مكبرات الصوت المحمولة على المركبات شوارع القطاع مطلقة الأغاني الاحتفالية وتهاني للناجحين في الثانوية العامة باسم الفصائل الوطنية واللجان الشعبية.

وبدت الأجواء في المساء على غير العادة في الأماكن الترفيهية والمتنزهات، بعد ساعات على إعلان النتائج، عصر أمس.

وفلسطينيًا، لأول مرة تعلن نتائج التوجيهي في مثل هذا التوقيت، حيث اعتاد الطلبة في أعوام سابقة الحصول على نتائجهم بحلول التاسعة صباحاً.

وكما كل عام يختار المواطنون طرقًا عديدة لتهنئة أحبابهم الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة، كما تتعدد مشاهد الاحتفاء بتوزيع الحلوى وإطلاق الألعاب النارية وتقديم الهدايا، وإطلاق النيران في الهواء وهو الذي حذرت منه وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة.

وكغيره من بائعي الحلوى في قطاع غزة اكتظ محل "ساق الله" للحلويات الشرقية بالزبائن. ويقول عوض الجملة المسؤول عن إدارة المكان لصحيفة "فلسطين": "يوم إعلان النتائج موسم لنا، حيث يأتي المواطنون من كل حدبٍ وصوب لشراء الحلوى، والإقبال هذا العام جيد لكن أتمنى أن يكون أفضل".

لكن الأمر ليس مماثلاً في أحد متاجر بيع الهواتف المحمولة، إذ يقول مطيع صقر الذي يعمل مندوباً للمبيعات بأحد المتاجر: "يوم إعلان نتائج التوجيهي يختلف عن أي يوم آخر، لكن إقبال المهنئين لشراء أجهزة جوال لتهنئة الناجحين والمتفوقين، ضعيف بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية".

وأشار صقر إلى أن الشركة التي يعمل بها، نظمت سحوبات مجانية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، للسحب على عدد من كماليات أجهزة الجوال، وذلك قبل أيام من إعلان النتائج، أملاً في تحريك عجلة المبيعات التي تسير ببطء شديد.

وتراجع مستويات الدخل ومعدل دخل الفرد اليومي لقرابة دولارين في اليوم بفعل الحصار الإسرائيلي، إلى جانب ثلاث حروب عدوانية شنتها سلطات الاحتلال على غزة تركت آثاراً تدميرية على البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية.

وأدت كذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة على القطاع بتقليص رواتب آلاف الموظفين إلى النصف إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين.

في حين بدت الصورة مختلفة في رصيف شاطئ بحر غزة الذي استعد لاستقبال الآلاف ممن يريدون الاحتفال مع أبنائهم.

وقال أحد المشرفين على واحدة من الاستراحات في الميناء: "جاهزون لاستقبال المواطنين وتلبية رغباتهم بجلسات هادئة تطل على البحر".

أما مواقع التواصل الاجتماعي، فتحولت إلى ساحة لتهنئة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة وتفاخر الأهالي بنتائج أبنائهم، كما لم يخلُ الموقع الأزرق "فيسبوك" من النوادر، فكتب أحدهم مهنئًا صديقه بالقول: "أبارك لصديقي حصوله على معدل 47%.. عليم الله شاحن جوالي أعلى من معدلك".