ما تقوم به دولة الاحتلال بخصوص الخان الأحمر والمنطقة المحيطة به هو سياسة قديمة وسيناريو مكرر نجحت من خلاله بسرقة الأراضي الفلسطينية، والسؤال: ما هي استعداداتنا؟ وما هي طرق المواجهة وأساليب رد هذا العدوان؟
منذ النكبة وما سبقها من إرهاصات تدل على مخطط الحركة الصهيونية ولا يوجد هناك أية إشارة سوى المزيد من السيطرة والتوسع والاستيطان ، ولم ولن تتورع عن أية وسيلة للوصول إلى أهدافها، من مجازر وقتل وطرد السكان من قراهم ومدنهم بما يجسد حالة من التطهير العرقي بامتياز، ما يجري اليوم مثله جرى مع ما يزيد على أربعمائة قرية ومدينة تم الاستيلاء عليها بالقوة وتهجير أهلها منها عنوة. ثم جاء دور وكالة الغوث لتحمل على عاتقها رش الملح على الجرح النازف الذي فتحه الاحتلال وما زالت لليوم، لا هي داوت الجرح ولا أعادت حقا ولا لاجئا إلى دياره واكتفت ببعض المؤن التي لا تسمن ولا تغني من جوع وبعض الخدمات الصحية والتعليمية.
ومن الواضح أنهم يخططون (حسب التقارير الواردة) إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين بتوسيع منطقة القدس شرقا وقطع طريق الفلسطينيين ما بين الشمال والجنوب بطريقة مريعة وخبيثة..
ولا بد من الانتباه إلى أنهم الآن قد قسموها ويتحكمون بجعلها شطرين وقت ما يريدون فقط بإغلاق حاجز الكونتينر الذي يسبق وادي النار، ولقد كانت الطريق إلى الجنوب تمر عبر القدس من شعفاط الى الشيخ جراح الى باب الخليل الى بيت لحم في نصف ساعة، اليوم تدور دورة رأس الرجاء الصالح، تنعطف من قلنديا يسارا لتسير طريق جبع ثم باتجاه حزما وأريحا ثم تعود الى العيزرية فتدور باتجاه وادي النار فالعبيدية فبيت لحم لتستغرق معك الطريق ساعة ونصف الساعة بدل نصف ساعة .. هذه جريمة مفتوحة يعاني منها المسافرون الفلسطينيون بقطع طريقهم عبر القدس والسير بهم طويلا بما يجعل السفر مضنيا ومكلفا لآلاف الناس والسيارات التي تجبر على هذا الطريق الطويل .
والآن بالسيطرة على الخان الأحمر وهذه المنطقة الشرقية للقدس ستجبر السيارات الفلسطينية على دورة التفافية أخرى أوسع وأطول من الأولى أي التفافي على الالتفافي لنصل إلى أريحا والبحر الميت ثم الصعود باتجاه الخليل . يبدو الأمر غريبا ولكنه على عقول أعدائنا الالتفافية لا يوجد هناك غريب .
ما يجري من قطع للطريق اليوم جريمة واعتداء آثم لا يصنعه الا قطاع الطرق والعصابات التي ترهب المسافرين وتمنعهم من طرقهم التي اعتادوا عليها ، دولة الاحتلال تفعل هذا وتمعن بعدوانها كلما اعتاد الناس عدوانهم ، تتوسع على الأرض وتقطع الطرق وتمرمر حياة الناس وتزيد من درجة عدوانها كلما ألف الناس ما مررته عليهم من قبل .
الخان الأحمر معركة التطهير العرقي وقطع الطرق والإمعان في القهر والعدوان ، وما كان لمشهد المرأة الفلسطينية التي تسحل من قبل جنود مدججين بالسلاح والحقد أن يمر مرور الكرام ، مشهد تقشعر له الأبدان ويصعق القلوب ويشعل الغضب في صدور الأحرار. الخان الأحمر يجب أن يكون خطا أحمر يقول للاحتلال كفى عنجهية وغطرسة . كفى عدوانا وبلطجة ، سياستك مكشوفة ومخططاتك لا تخفى على أحد .