فلسطين أون لاين

​الدعم والإرشاد النفسي كفيل بتحسين حالة الأطفال النفسية في القطاع

...
غزة/ صفاء عاشور:

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني سواء الاقتصادية، الاجتماعية، الإنسانية أصبح الطفل الغزي من أكثر الفئات التي تعرضت للظلم والانتكاسات على كافة المستويات.

حيث أدت الحروب الثلاث التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير بأن أصبح الطفل الفلسطيني يعاني من الكثير من المشاكل النفسية والانسانية التي تحتاج إلى تدخل نفسي عاجل وجلسات دعم وتفريغ لا تتوقف.

الأخصائي النفسي في جمعية خدمات الطفولة بلال البايض أوضح أنأطفال قطاع غزة عانوا خلال السنوات العشر الماضية من الكثير من المشاكل النفسية التي كان سببها الرئيسي الحروب التي شنها الاحتلال على القطاع بالإضافة إلى الحصار وتدهور الوضع الاقتصادي.

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" العديد من المشاكل ظهرت على الأطفال كالخوف، الهلع، التبول اللا إراديوبعض المشاكل النفسية التي قد تصل للتوحد، الأمر الذي يستدعي للتدخل نفسياً ودعم الأطفال وارشادهم من خلال العديد من الفعاليات التي تقوم بها الجمعيات".

وأضاف البايض إن:" عمليات الإرشاد والدعم كانت تتم بشكل جماعي للأطفال مع إعطاء الأطفال ذوي المشاكل الخاصة أهمية في مواجهة هذه المشكلة والعمل على حلها بمشاركة الطفل نفسه".

وأشار إلى أن بعض الأطفال كانوا يخافون من الطائرات الاستطلاع "الزنانة" لذلك تم عمل مجسم للطائرة والطلب من الأطفال مواجهتها وتحطيمها وهو ما ترك أثر نفسي قوي عليهم وتمكنوا من التغلب على خوفهم منها.

وأردف البايض إن:" الدعم النفسي والترفيهي يعطي للطفل دافع بأن الحياة يوجد فيها شيء جميل ويمكن الخروج من الحالة السلبية التي يعيشها ونقله إلى الحالة الايجابية التي يمكن أن تنقله إلى واقع أجمل"، لافتاً إلى أن عمليات الدعم النفسي توضح للطفل أن الخوف أمر وشعور طبيعي يمكن التغلب عليه بكل سهولة.

وبين أطفال القطاع ولدوا في ظروف صعبة للغاية كما أنهم لم يتمكنوا من الذهاب لأماكن ترفيهية مجانية، وعاشوا ظروف اقتصادية صعبة، وبالتالي الترفيه والاستمتاع الذي يراه على التلفاز لا يستطيع عيشه ولا يرى سوى الحرب والدم والقتل.

وأردف البايض إن:" ما سبق هذا أظهر عند الطفل عدوانية ورفض للواقع الذي يعيشه وهو ما شكل عند الطفل شاشة سوداء يجب العمل على تغييرها من خلال تعويض الطفل عن الحالة السلبية التي يعيشها والتوضيح له أن في الحياة أمور جميلة".

وأوضح أن هناك حالات سهلة التعامل معها، ولكن هناك حالات مستعصية تحتاج لأشهر حتى يتخلص الأطفال من الحالة السيئة التي أصابتهم، خاصة الأطفال الذين شهدوا مقتل أحد أفراد أسرتهم الأمر الذي عرضهم لصدمة نفسية قوية تسببت بعد ذلك بكثير من المشاكل المتراكمة والتي تستدعي علاجها بشكل كبير.

وبين أن الحالة النفسية أساس كل شيء واذا كانت ايجابية تنعكس على الطفل في كافة مناحي حياته وتنمي الابداع لديه، مطالباً بتوفير أماكن ترفيهية خضراء للأطفال وأن تكون بشكل مجاني ويتوفر فيها ما يحتاجه الطفل لإخراج طاقاتهم الكامنة.

وشدد على أهمية عمل الجهات المانحة من خلال مشاريعها توفير اماكن طبيعية مجانية ونوادي رياضية ومساحات خضراء كبيرة للأطفال والعمل على توفير بيئة آمنة وحامية للأطفال، خاصة أن ما هو موجود هي عبارة عن مشاريع تجارية تحتاج للأموال غير المتوفرة في أيدي أهالي الأطفال المتضررين.