فلسطين أون لاين

​الصورة قطعة فنية بـ"السلويت"

...
غزة/ مريم الشوبكي:

جمالية الصورة لا تتوقف على إظهار ملامح الأشخاص والمكان فقط، ولكن أيضًا التقاط صورة في لحظة شروق أو غروب للشمس يضفي روعة وشاعرية على المشهد، ولربما يحتاج من المصور إلى مهارة ودقة في اقتناص اللحظة.

فن التصوير هذا يعرف عالميًّا باسم تصوير "السلويت" ومن خلاله يلتقط المصور الصور، حيث تظهر فيها الأجسام سوداء محددة دون إظهار ملامحها، والخلفية تكون ملونة، حيث يتخذ وضعية بحيث يجعل الإضاءة أمام الشيء المراد تصويره مع جعل فتحة العدسة ضيقة.

انجذبت إليه

برع في هذا الفن المصور الشاب عمر إسحق القطّاع من مدينة غزة، حيث وصلت صوره لتتصدر الصفحات الأولى للصحف العالمية، ونشرت على مواقع عربية شهيرة، وهو مصور هاوٍ جذبه فن "السلويت"، فأبدع فيه من خلال التجربة والتعلم الذاتي.

يتحدث القطاع 28 عاما والذي يحمل شهادة المحاسبة، لـ"فلسطين": "بدأت بالتصوير مباشرة بعد تخرجي من الجامعة، الصور التي كنت أشاهدها في بعض المنتديات كانت تجذبني جدًا، خاصة الصور المتعلقة بغزة والحياة فيها، أصبحت مهتمًا بالتصوير وبدأت أقرأ عن تفاصيله في المواقع عبر الإنترنت وأبحث عن كل ما يتعلق به".

ويضيف: "في البداية امتلكتُ كاميرا مدمجة بسيطة جدًا، بدأتُ أصور كل شيء ولكنني سرعان ما حاولت البحث عن كاميرا احترافية، لكن للأسف وجدت أن ثمنها باهظ جدًا ورغم ذلك بذلت كل جهدي من أجل شرائها، وبعد عامٍ من المعاناة تمكّنت من تجميع ثمنها وشرائها، وبدأت التطبيق العملي والتعلم على الكاميرات الاحترافية وتصوير الفعاليات والصور الجمالية لغزة".

ويؤكد القطاع أن التصوير بالنسبة له هواية، بدأ بتطبيقها وإتقانها حتى أصبحت مصدر دخل له.

"وبدأ المصور الشاب هوايته في التقاط الصور العادية، ومن ثم انجذب نحو تصوير "السلويت" لما له نكهة مميزة ومختلفة، فالصورة بعد التقاطها تبدو وكأنها لوحة فنية مرسومة تجذب المُشاهد لجمالها وسحرها، فمعظم صور "السلويت" تكون وقت الغروب أو ما بعد الغروب فتحتوي على ألوانٍ رائعة" على حد وصفه.

لوحة فنية

ويشير القطاع أن تصوير "السلويت" فن من فنون التصوير، تميز عن غيره بعدم إظهار ملامح الأجسام، وتكون الصورة عبارة عن لوحة فنية.

وعن المدة التي قضاها في ممارسة التصوير، يجيب: "مضى من الوقت على ممارستي للتصوير بشكل عام سبع سنوات، وتصوير السلويت جزءٌ من عالم التصوير الذي أمارس".

ويلفت القطاع إلى أن تصوير "السلويت" منتشر في فلسطين وفي كل دول العالم ولكن بدرجات متفاوتة ترجع للمصور نفسه.

ويعتبر أن تصوير "السلويت" هو الأقرب إلى قلبه، غالبًا ما يراقب الغروب من شاطئ بحر غزة ليلتقط اللوحات الفنية، وغالبًا ما يلتقطها بهاتفه المحمول وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.

وحازت صوره على إعجاب عدد من الصحف العالمية، والمواقع الإخبارية العربية الشهيرة وتعيد نشرها في صفحاتها، ويؤكد القطاع أنه يومًا ما سيصل إلى العالمية.