استنكرت فصائل فلسطينية، تصريحات عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد "التحريضية" التي دعا فيها إلى تقويض ما أسماه "سلطة حركة حماس" في قطاع غزة.
وهدد الأحمد خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين التابع للسلطة من القاهرة مساء الخميس باتخاذ "خطوات عملية بمشاركة فصائل منظمة التحرير لتقويض سلطة حماس في القطاع"، داعيا السلطات المصرية لدعم هذا المسعى.
وقال: "نتوقع –التاريخ لم يُحدد بعد 100%- أن تتفق فصائل منظمة التحرير على خطوات عملية لتقويض سلطة الانقسام (حماس)".
المتحدث باسم حماس حازم قاسم، قال إن حركة فتح تواصل عملية تعميق الانقسام الفلسطيني عبر استمرار التصريحات التوتيرية في الشأن الداخلي الفلسطيني.
وأضاف قاسم لصحيفة "فلسطين": "هناك محاولة من فتح لنقل الانقسام إلى داخل منظمة التحرير عبر تهديد الأحمد بأن فصائل المنظمة مطلوب منها تقويض ما أسماه سلطة حماس".
وعد هذا التصرف ونقل الانقسام لمنظمة التحرير "امتدادا لمنطق اختطاف المنظمة بعد عقد المجلس الوطني في المقاطعة"، معرباً عن استغرابه من هذا التهديد، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الخان الأحمر، مضيفا: "يلجأ الأحمد للتصعيد ضد حماس بدلاً من التصعيد ضد الاحتلال".
وأكد قاسم أن حماس هي صاحبة حضور شرعي في المشهد السياسي الفلسطيني، كونها صاحبة أغلبية في المجلس التشريعي، معتبراً حديث الأحمد "عملية انقلاب حقيقية على الشرعية الفلسطينية".
بدوره، عدّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، حديث الأحمد "غير متوازن ولا يمكن أن يمهد لطريق المصالحة، بل يزيد الأمور تعقيداً".
وقال المدلل، لصحيفة "فلسطين"، "يجب ترتيب الأمور وإيجاد المناخ المهيأ لمصالحة حقيقية على الأرض"، مجدداً تأكيده على ضرورة تطبيق اتفاقيات المصالحة وخاصة اتفاقية 2011 في القاهرة.
وأضاف: "لا يستطيع أحد الحديث عن غزة في ظل المعاناة التي تعيشها، إنما تريد إزالة كل الإجراءات العقابية ضد أهلها".
وشدد على أن "حديث الأحمد يزيد الأمور توتيراً، وهو ما لا يريده الشعب الفلسطيني، في ظل الحديث عن أجواء المصالحة"، مؤكداً ضرورة الدفع باتجاه المصالحة والابتعاد عن أي أحاديث قد تعيق المصالحة.
وقال المدلل إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى وحدة وطنية حقيقية، في ظل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية: "لا يمكن مواجهة صفقة القرن في ظل الانقسام"، وفق قوله.
وتابع: "الكرة اليوم في ملعب السلطة والرئيس محمود عباس، بالدعوة إلى حوار وطني شامل لوضع استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة المؤامرات، خاصة صفقة القرن التي يريد ترامب ونتنياهو من خلالها تصفية القضية الفلسطينية".
ونبّه المدلل، إلى أن الاجراءات العقابية ضد غزة تسهل الطريق لتنفيذ صفقة القرن، مطالباً السلطة بضرورة إزالتها فوراً للخروج من الأزمات الفلسطينية.
تصريحات ضارة
من جانبه، وصف عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، تصريحات الأحمد بـ"الضارة وليست لها علاقة بالمصلحة الوطنية".
وقال منصور لـ"فلسطين": مثل هذه التصريحات لا تصب في المصلحة الوطنية وبعيدة عن التوافق الوطني والأجواء النضالية التي تعيشها غزة في مسيرات العودة ومواجهة الاحتلال وإسقاط صفقة القرن.
وشدد على أن "من يهدد غزة ويريد فرض إجراءات على غزة، فهو فاشل ويتناقض مع المشروع الوطني الفلسطيني"، مؤكداً رفضه المطلق للتصريحات "لا يمكن للأحمد ولا غيره أن يحقق إنجازات من وراء ذلك"، وفق قوله.
وأضاف: "غزة لم تفلح معها لا تهديدات الاحتلال ولا تهديدات من هو أقوى منه، وهي تصنع مشروعها الوطني وتتصدى لصفقة القرن".
وجدد منصور تأكيده على ضرورة تنفيذ اتفاقيات المصالحة، وخاصة اتفاقية القاهرة، من أجل إتمام مصالحة حقيقية على أرض الواقع، محملاً السلطة مسؤولية الإجراءات العقابية المفروضة على غزة.
وقال: "هذه الإجراءات لا تصب إلا في مصلحة الاحتلال"، مطالباً السلطة برفعها فوراً، لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.

