في غالب الأحيان، يلجأ الوالدان للاعتماد على الهواتف الذكية كوسيلة للترفيه على أطفالهما، دون الاكتراث لحجم التداعيات السلبية الناجمة عن طول فترة مكوث الأطفال على تلك الألعاب والتطبيقات الإلكترونية.
صحيفة "فلسطين" استطلعت آراء أهالٍ ومختصين تربويين، حول إن كانت هذه الألعاب الإلكترونية مضرة أو مفيدة، والذين أجمعوا على أن ضرر هذه الألعاب أكثر من نفعها، وتقتل الإبداع لدى الطفل، وتربي العنف وتشغله عن الدراسة، وتعزله عن محيطه الأسري والمجتمعي، إذًا فما الحلول المناسبة لهذه المشكلة؟
وترى ياسمين كحيل أن معظم تلك الألعاب ألقت بآثارها السلبية على الأطفال وأصبحوا "مدمنين إلكترونيا" بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتوافقها الرأي هداية الصعيدي قائلة: "أنا ضد استخدام الأطفال للهواتف بشكل قاطع، باعتبار أن الطفل في هذه الحالة لم يكتمل نمو قدراته ومهاراته الشخصية، والأولى أن يتم تنميتها وهذا لا يأتي عن طريق الهاتف".
قراءة القصص والألعاب بمساعدة الوالدين في المنزل، هذا البديل الذي تراه الصعيدي، أما التلفاز والهاتف فيجب أن لا يزيد جلوس الطفل عليه أكثر من ساعة واحدة على مدار اليوم.
وشددت الصعيدي على ضرورة أن يخصص الوالدين وقتا للجلوس مع أطفالهم وقراءة القصص لهم.
ويجزم أيمن الحصري وعبد الرؤوف الخضري أن الألعاب مضرة بالأطفال، ويعتقدون أن غالبية من يعانون من التوحد بسبب الهواتف الحديثة، نتيجة عزل الطفل عن البيئة الاجتماعية الصحية لنموّه نفسيًّا وعقليًّا واجتماعية، عوضًا عن المشكلات الصحية التي تسببها الأجهزة الإلكترونية.
لكن محمد شفيق السرحي كان مختلفا عن سابقيه، فهو يرى أنها مفيدة، ويقول: "التطبيقات التعليمية والتربوية المصممة لمستويات معينة للطفل تحقق فائدة كبيرة وتختصر أوقات كثيرة في التسهيل والتبسيط للمقرر الدراسي أو إرساء بعض القيم التربوية المختلفة".
ويوافقه الرأي أيضًا عبد الرحمن شعت بأن الألعاب مفيدة، ويقول: "هناك العديد من التطبيقات الرائعة والمفيدة للأطفال والتي تُسهم في استثارة عقولهم وتحريكها، لكن الأمر يحتاج إلى تدقيق جيد من قبل الأهل أو من يثقون به من المختصين التربويين حول محتوى التطبيق".
توجيهات وحلول
من جهتها، قالت المختصة في مجال التربية أمل يونس، إن بعض تطبيقات الهواتف مفيدة للأطفال، لكن في النهاية مهما كانت تلك التطبيقات تنمي ذكاء الطفل فإن جلسته على الإلكترونيات تضر أكثر مما تنفع، وتقلل حتى من ذكائه الاجتماعي.
وأضافت يونس لصحيفة "فلسطين": "إن الطريق الأمثل لتعامل الأمهات مع الأطفال، أن يكون كل شيء بحدود وبوقت محدد كساعة أو ساعتين يوميًّا، مع تحديد التطبيقات التي لا تناسب الأطفال، وكذلك أن تعمل الأم على تنمية حبّ الطفل للقراءة والاستطلاع".
وتذهب للإشارة إلى التداعيات السلبية لهذه الألعاب والتطبيقات، كونها تربي العنف لدى الأطفال وتشغلهم عن الدراسة وتعزل الأطفال عن بعضهم، وكذلك عدم انصياعه للأوامر نظرا لانشغاله التام بالنظر للهاتف.
هذا، وتقول مديرة روضة ميرا الخاصة، وجدان دياب: "إن الكثير من الأمهات والآباء يلجؤون إلى الأجهزة الإلكترونية ليرتاحوا من طلبات أطفالهم، فهذا ضار جدًا للأطفال، وخصوصًا في المرحلة العمرية الأولى حيث نمو جهاز الطفل العصبي يتأثر بذلك ويسبب انعزال الأطفال عن المجتمع".
وأكدت دياب لصحيفة "فلسطين" على ضرورة أن يكون استخدام أي تطبيقات بتوجيه الوالدين للأطفال ومراقبتهم، وخاصة هناك أشياء مفيدة ولكن يجب التعامل بحذر مع هذا الموضوع.