فلسطين أون لاين

​قرب السياج.. "أسيل" و"منة" نصار تقاومان الاحتلال

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

"أقل حنيني أني لك عاشق وأقرب حد العشق دمع هطولُ.. ستأتي على قدر الرياح قصائدي فإني بذكر الريح رعبًا أسيلُ.. أفتش في قحف الفؤاد لعلني أفك رموز العشق حيث النحولُ"، كانت هذه بعض الأبيات الشعرية من قصيدة شعرية ألقتها الطفلة أسيل نصار (12 عاما) بعنوان "دماء على خريطة العودة".

هذه القصيدة التي ألقتها أسيل على مقربة من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م، تحمل رسالة لجنود الاحتلال، لتأكد أن الشعب الفلسطيني سيعود لأرضه يوم من الأيام، وأن هذا الظلم والبطش سيزول ولن يستمر.

ماذا شعرت وأن تهجين جنود الاحتلال؟ لم تتأخر إجابة هذه الفتاة التي ترتدي الثوب الفلسطيني مبتسمة: "شعرت بسعادة كبيرة كون الناس كانت تستمع إلى كلماتي وتلتف حولي، وشعرت أننا أقرب إلى العودة من أي وقت سابق والجميع ينظر ويستمع لكلماتي".

"يا قدس إني إذا التاريخ أنكرني فإن سورك عن عيني لم يغفُ.. شاخ الزمان ونبض الأرض في دمنا يعانق الشمس في عينيك من كثب"، كانت هذه بعض الأبيات التي ألقتها منة نصار (9 أعوام).

وتقول منة: "هذه قصيدة للقدس أننا سنقوم بتحريرها كما سنقوم بتحرير فلسطين، وأن هذه الأرض لنا ولن نتخلى عنها".

موهبة "أسيل" وشقيقتها الصغيرة "منة" اللتان ألقتا الشعر، نبعت من والدهما الشاعر خليل نصار الذي كان يدربهما منذ صغرهما على إلقاء الشعر، وعن ذلك يقول لصحيفة "فلسطين": "هذه الموهبة غرستها في نفوس بنيتيّ منذ الصغر، كنت أكتب لهما الشعر وأعطيهما القصائد لكي تلقيانها في المدارس والمحافل والمسابقات".

ويضيف نصار أن الهدف من مشاركة عائلة في فعاليات مسرات العودة وكسر الحصار هو ذات الهدف الذي جاء لأجل كل أبناء شعبنا في قطاع غزة، للتأكيد بأن الحقوق لن تضيع أو تسقط بالتقادم.

وأضاف: "صحيح أن الكبار يموتون لكن الصغار لن ينسوا أبدًا، وجئنا لنقول للاحتلال إننا جزء لا يتجزأ من هذه الأرض".

وتابع: "آباؤنا الفلسطينيون ملقى على كاهلهم أعباء عظيمة، ينبغي على كل أب فلسطيني أن يرضع لأبنائه حب الوطن، فنحن فلسطين وفلسطين نحن، وهذه رسالة لكل أب أن علموا أبناءكم حب الوطن، ولقنوهم أبجديات العشق الفلسطيني، بأن يكون حب الوطن حبا فطريا وأن نتعامل مع فلسطين تعاملا لا إراديا، ففلسطين تحتاج منا الكثير".

لم تملك "أسيل" و"منة" كباقي المتظاهرين، سوى أدوات بسيطة تعبران فيها عن غضبهما إزاء انتهاكات الاحتلال واعتداءاته بحق المتظاهرين السلميين، واستخدامه القوة المفرطة أمام شعب أعزل، جاء يؤكد حقه بالعودة من خلال التجمع والاحتشاد السلمي.

ويتجمع الفلسطينيون منذ 30 مارس/ آذار قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م، للتأكيد على حق العودة للديار المحتلة، وكسر الحصار عن قطاع غزة.