فلسطين أون لاين

​حفريات إسرائيلية في الإبراهيمي تثير مخاوف الفلسطينيين

...
الخليل - خاص فلسطين

تستغل جمعيات استيطانية ومستوطنون حالة الإغلاق والحصار التي يعيشها الجزء الأكبر من المسجد الإبراهيمي المعزول تماما عن محيطه من الفلسطينيين، لتنفيذ حفريات أرضية، الأمر الذي أثار مخاوف الفلسطينيين خشية تنفيذ مخططات استيطانية للعبث بتاريخ وتراث المسجد الخاضع لسيطرة الاحتلال الكاملة.

وعقب المجزرة التي نفذها المستوطن "باروخ جولدشتاين" في المسجد الواقع بمدينة الخليل عام 1994، شكّلت سلطات الاحتلال لجنة "شمغار" للتحقيق في ملابسات المجزرة، وكان من بين قراراتها اقتطاع الجزء الأكبر من المسجد للمستوطنين، ويجري فتحه في العام مرتين للفلسطينيين في الأعياد الإسلامية، ويعاد افتتاحه للمستوطنين.

وأوضح مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، أنّ حفريات إسرائيلية تجري ليلا وينفذها مستوطنون في منطقة "الإسحاقية التحتا" تحت أرضية المسجد الإبراهميي.

وأشار أبو سنينة لصحيفة "فلسطين" أن ما يتم إخراجه من أتربة وصخور يجري وضعها في بئر موجود في المنطقة، وذلك في محاولة لإخفاء ما يجري عن أعين الفلسطينيين، مؤكّدا أنّ عمليات الحفر تأتي تحت أعين وحراسة جيش الاحتلال الذي لا يحرّك ساكنا لمنع ما يجري.

وذكر أبو سنينة أن هذه الحفريات تثير مخاوف عدة، تتمثل أبرزها في محاولات الوصول إلى أجزاء أخرى من المسجد، والعبث بمعالمها، والخوف من الوصول إلى منطقة الغار التي تضم مدافن لعدد من الأنبياء، ومحاولة السيطرة عليها أو تخريبها.

وقررت حكومة الاحتلال، عام 2010م ضمّ المسجد الإبراهيمي إلى ما يسمّى التراث اليهودي، لكنّها لم تنجح في عزله تماما عن الوجود الفلسطيني، لاستمرار حضور المواطنين إلى المسجد وتأدية صلواتهم.

و أوضح الناطق الإعلامي باسم تجمع شباب ضدّ الاستيطان محمد ازغير، أن أعمال الحفر الإسرائيلي أسفل الإبراهيمي تهدف إلى تخريب معالمه والعبث بإرثه وتاريخه الإسلامي العريق الممتد إلى آلاف السنين.

وبين ازغير لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين وبالتعاون مع جيش الاحتلال، يمارسون العديد من الإجراءات في محيط المسجد وداخله، بهدف إبعاد الفلسطينيين عن المسجد والوصول إلى مرحلة يتمكنون فيها من عزله تماما عن محيطه، وتركه فريسة سهلة أمام سيطرة المستوطنين الذين يطمحون بتحويله إلى كنس يهودي، وفق مخططاتهم.