فلسطين أون لاين

مشاركة الطفل بوضع القوانين والنظام ستجعله أكثر التزامًا بها

...
غزة/ صفاء عاشور:

كثيرة هي المرات التي يحاول فيها الأهل تصحيح الأخطاء التي يقع فيها أطفالهم من خلال عقابهم بشتى الوسائل والأفكار التي يمكن أن تخطر على بالهم، إلا أن قلة من الأهل من استطاعوا جعل أطفالهم يشاركون في وضع العقاب في حال ارتكبوا خطأ معينًا.

محاولة رغم أن الكثيرون لا يدركون أهميتها إلا أنها مشاركة الطفل في وضع القانون الخاص به يجعله أكثر تقبلاً للعقاب الذي سيقع عليه في حال ارتكابه لخطأ بعينه خاصة وأنه هو من اختاره من قبل.

وأكد الأخصائي الاجتماعي درداح الشاعر أن مفهوم القانون أو النظام يبدأ عند الطفل من عمر السادسة أو السابعة، ويظهر ذلك عند اللعب الجماعي مع الأطفال ويتم وضع نظام أو قانون في اللعبة التي يمارسونها ويلزمون نفسهم بها.

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" فكرة النظام أساسية لدى الانسان ويلمسها الطفل منذ بداية نشأته ولا يستطيع في حال من الأحوال أن يحيا بغير نظام أو قانو يدير حياته"، لافتاً إلى أن المهارة تظهر في كمية الاستفادة من هذا الشعور والعمل على تنمية شعور الطفل بالنظام وبالقانون والمسئولية الاجتماعية نحو الآخرين.

وأضاف الشاعر:" لا بد أن نرسخ هذا الفكر والمفهوم والعمل به داخل البيت والمدرسة والشارع بالإضافة إلى العلاقات مع الأصدقاء والأقران فالنظام هو أساس النجاح في الحياة وفي عمليات التربية والتنشئة ونضوج شخصية الطفل".

وأوضح أن الطفل يجب أن يشارك في عملية وضع النظام أو القانون أو في وضع ضوابط لسلوكه الخاص حتى يكون هناك قاعدة ضابطة لسلوكه، لافتاً إلى ضرورة أن يعلم الطفل أن تجاوز هذا النظام يستلزم عقاب شارك هو بنفسه في وضعه واختياره في وقت سابق.

وأردف الشاعر:" عندما يخالف الطفل قاعدة هو صاغ قانونها مع الأسرة والمجتمع يصبح ملزماً بها أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي من الضروري اشراك الطفل في وضع القانون الذي يجب أن يُطبق عليه داخل الأسرة".

وشدد على أن هذه العملية جزء أساسي من التربية، منوهاً إلى أن غياب هذه العملية ستجعل الطفل يشعر بالظلم عندما يتم عقابه بأي صورة من صور العقاب سواء اللفظي أو المادي وغيرها.

واستدرك الشاعر:" ولكن مع وجود القانون والضابط للسلوك ومساهمة الطفل بذاته في صياغة هذا القانون سيحاول مراعاة هذا الضابط قدر الإمكان حتى لا يقع تحت طائلة هذا العقاب".

وأشار إلى أن هذا الأسلوب سينشأ انسان سوي ومسئول يعرف ما له وما عليه ولا يتعدى حدوده ولا يتعدى على حقوق الآخرين وبالتالي سيكون شخصية منظمة هادئة متوازنة ناضجة تعرف ما لها وما عليها.