فلسطين أون لاين

​مدى التأثير النفسي على الطفل المُسمّى باسمين

...
غزة/ هدى الدلو:

كثيرًا ما يحدث خلاف بين الزوجين عند الإقبال على تسمية المولود، فقد يصر الزوج على اختيار اسم تقليدي يحمل اسم أحد والديه، بينما الزوجة تحرص على اسم حديث يواكب العصر، والعكس وارد، فقد يضطران إلى حل مثالي من وجهة نظريهما يرضي جميع الأطراف، وهو تسمية الطفل باسم في شهادة ميلاده، ويعرف في بين الأهل والأقارب والأصدقاء باسم آخر، الأمر الذي يدفع ثمنه الابن أو الابنة فيما بعد، وقد يؤثر على شخصيتهم، هذا ما نتحدث عنه في السياق الآتي:

فقالت مي حسين والتي تعرف في وسط أقاربها وصديقاتها فرح: "سميت باسمين لإرضاء أمي ووالدة أبي، فكل واحدة تريد تسميتي باسم، ولم تقبل إحداهن التنازل للأخرى، ولكن عندما بدأت أعي ذلك أصبح يسبب لي الإحراج، ففي المراحل الدراسية الأولى كانت المعلمة تنادي أسماء الطالبات المسجلة لديها وتنادي على اسمي مي ولم أُجبها، وفي نهاية الأمر أعي لذلك، فأحيانًا توبخني لعدم تركيزي".

وأشارت إلى أن هذا الأمر سبب لها في بعض الأحيان الإحراج والمضايقات خاصة في طفولتها وأمام زميلاتها.

وقال رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "باعتقادي أن الأسباب كثيرة ومنها أننا نعيش في مجتمع له طابع الترابط العائلي وهذا يدفع الكثيرين إلى محاولة لإرضاء الآخرين كالجد والجدة من خلال التسمية بأسمائهم".

وأضاف: "أما السبب الآخر هو محاولة إرضاء الذات عند الوالدين، كأن يكون أحد الوالدين معجبا باسم معين وأولاده باسم آخر فيتفقان على تسمية الاسمين، وسبب آخر أيضًا أن البعض يأخذ الموضوع خارج الإطار الاجتماعي سواء كموضة، أو للفت الانتباه، أو للمحاولة الدمج بين اسمين، ويشعر الوالدان أن كل اسم فيهما أفضل من الآخر فلا يستطيع الاستغناء عن هذا الاسم فيقوم بالدمج سواء بأسماء مركبة أو بتعدد الأسماء".

وأوضح أبو ركاب أنه في الغالب لا يوجد أي تأثير على الشخصية في الفترة العمرية الأولى من حياة الطفل، لأن الجميع سوف يعتمدون اسما ويتغافلون عن الآخر، ولكن في فترة عمرية متقدمة سوف يعاني ذلك الشخص سواء في الدراسة او عند الزواجأو في المعاملات الرسمية ويكون التأثير على النساء أكثر منه على الرجال.

وأشار إلى أنه يظهر التأثير بعد سن المراهقة في فترة التمايز المعرفي والذي يبدأ فيها المراهق بتنميط وتميز نفسه عن الآخرين، ولكن سرعان ما تتلاشي تلك الإشكاليات بعده فتره بسيطة ..

وبين أبو ركاب أنه يختلف التأثير النفسي والاجتماعي حسب طبيعة الاسم، فإذا كان الاسم مقبولا اجتماعيًا كان التأثير النفسي قليلا، بل لا يكاد يذكر، وإن كان الاسم غير مقبول أو ما يسمى عند البعض بالأسماء القديمة فإن كمًا من المشاكل النفسية، ومنها مشاكل القلق من المستقبل، والتوتر والعصبية الدائمة والشعور باحتقار الذات والشعور بالدونية وانعكاس كل ذلك على شكل اكتئاب وقلق.

ونوه إلى أنه إذا كان الاسم غير مناسب اجتماعيًا لا يمكن إخفاء التأثير النفسي والاجتماعي لصاحب الاسم إلا بتغييره وهذا يستغرق وقتا فلذلك على الآباء الذين يستشعرون انهم ظلموا أبناءهم في عدم اختيار الاسم المناسب لهم فعليهم المبادرة بالتغيير والوقت كفيل بإصلاح الأضرار النفسية والاجتماعية.