رغم كل الصعوبات التي واجهتها في البداية إلا أنها قررت أن تحقق حلمها، لتتولى بعد ذلك قيادة أكبر شركة في فلسطين لتصنيع التشحيم، والتي تعتبر الأولى التي تقوم بتوزيع ما يصل إلى ثمانية منتجات مختلفة في الضفة الغربية.

نظرة متطورة

سماح مريش امرأة تبلغ من العمر 43 عامًا وهي أم لخمسة أطفال استطاعت من خلال تفوقها وتفكيرها المختلف وعقليتها الفذة على تغيير النظرة النمطية عن المرأة في فلسطين بإدارة مؤسسة 90% من العاملين فيها رجال.

تقول مريش لـ"فلسطين:" من خلال ثقتي بنفسي ونظرتي للتطوير وتحقيق الذات استعطت بفضل الله أن أحقق حلمي وأعمي في الشركة الوحيدة في فلسطين التي تصنع زيوت التشحيم".

عملت سماح في مجالات عدة منذ أن أنهت دراسة الثانوية العامة، فقد حصلت على منصب محاسبة في شركة الجنيدي للألبان والتي تعتبر من أكبر الشركات الخاصة بصناعة الألبان في فلسطين، ومن ثم انتقلت للعمل كمساعدة مدير في شركة “سنقرط” للمنتجات الغذائية لمدة شهرين.

نجاح كبير

وتضيف مريش عن بداياتها: “كنت موظفة صغيرة في هذه الشركة، واستطعت خلال فترة عملي أن أحقق الكثير من النجاحات، وبعدها استقال المدير المالي في الشركة، ولتفوقي وقدرتي على تحقيق نجاحات عدة في العمل، اختارني مجلس الإدارة للعمل كمسؤول مالي في تلك الفترة”.

بعد أن أنهت سماح دراستها في مجال نظم المعلومات الإدارية انتقلت للعمل كمحاسبة عام 1998 في شركة "بتروبال" وهي الشركة الوحيدة في فلسطين التي تعمل على صناعة التشحيم.

وتتابع حديثها : "خلال فترة عملي في الشركة أثبتت جدارتي وتمكنت من الحصول على منصب نائب المدير العام، عملت ما يزيد عن 13 عام في الشركة وفي عام 2011 كنت أعرف كل كبيرة وصغيرة معن خبايا الشركة وهو ما ساعدني أكثر على تحقيق طموحي في الحصول على منصب مدير عام".

مدير عام

وتشير مريش إلى أن الفرصة اقتربت منها أكثر عندما قدم المدير العام للشركة استقالته ، فقرر مجلس الإدارة منحها الثقة للعمل كقائمة بأعمال المدير العام لمدة عام.

خلال عام واحد فقط استطاعت سماح تحقيق الكثير من الإنجازات في عملها وتفوقت بعقليتها في مجال عملها بشكل كبير، ما جعلها تحصل على منصب المدير العام للشركة، وبذلك كانت المرأة الأولى في فلسطين التي تعمل في مجال إدارة شركة "تشحيم"، وهو عمل مقتصر على الرجال فقط.

الأمانة مهمة

وتوضح مريش إلى أنه خلال فترة عملها تم التعاون مع شركة "total" الفرنسية واستطاعت إرسال كيميائيين يعملون في الشركة للتدريب في أحد المختبرات المعروفة في فرنسا، وبعد 10 سنوات من الشراكة استطاعت أن تدير الشركة بنفسها.

وعن تفوقها في هذا العمل تقول:" اعتمادي الأساسي على إدارة الأموال والربح وخبرتي الكبيرة في المحاسبة منذ سنوات طويلة هي من أهلتني لإدارة هذا المنصب كما أن الجهد المبذول والعمل بصدق وأمانة هما من منحاني الثقة في العمل وكان لهما دور كبير في تخطي كل العقبات التي واجهتها".

وتكمل حديثها :" حتى أنني استطعت خلال فترة عملي الحصول على أعلى شهادات تميز في الشرق الأوسط تقريباً وهما تضاهيان شهادة المواصفات العالمية للإنتاج من بريطانيا وأمريكا، فحصلت على شهادة iso 14001 الخاصة بالبيئة و iso 9.1 الخاصة بالجودة".

وتضيف:" من باب الأمانة ولزيادة جودة المنتج نقوم بالشركة بإرسال المواد التي يتم تصنيعها إلى المختبرات العلمية في الجمعية العلمية الملكية للتأكد من جودتها".

تطمح مريش خلال هذه الفترة لتحقيق حلم أبنائها في أن يكون لهم مشروع خاص بهم وأن يحققوا طموحهم في دراستهم الجامعية وأن يكونوا ناجحين في حياتهم، وفي هذا المجال تقول:" أسعى حالياً لتوفير كل الوسائل المناسبة لمساعدة أبنائي على إكمال دراستهم الجامعية، أحاول دائماً نقل تجربتي للكثير من الناس حتى أبنائي ودائماً أساعدهم على الاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها حتى اليوم أنا أتعلم منهم وهم يتعلمون مني".