فلسطين أون لاين

​المهندس محمد أبو قاسم صاحب فكرته..

مسبح ذكي بديلٌ عن المتنفس الملوث

...
غزة - مريم الشوبكي

غزة "ولادة" بالأفكار والعقول الفذة، رغم ضعف الإمكانيات والحصار ومنع إدخال المعدات، ولكن "البدء" من نقطة الصفر هي المتعة التي يحصد بها المبدع "نجاحا" بعد أن أصبحت فكرته المستحيلة واقعا عاندته كل الظروف.

تلوث مياه بحر غزة مشكلة تؤرق الغزيين بعد أن حرموا متعة الاستجمام والسباحة فيه، ومن هنا جاءت فكرة " المسبح الذكي" ، حيث استطاع مهندس غزي تحويل بركة سباحة إلى بحر بأمواج مصطنعة، وميزته أنك فيه تضمن نظافة المياه وسلامتك الشخصية أيضا.

معيقات

يتحدث صاحب الفكرة المهندس محمد أبو قاسم رئيس قسم التعليم المستمر كلية فلسطين التقنية بدير البلح، والحاصل على ماجستير هندسة كهرباء تحكم صناعي : " مالك أحد الأماكن الترفيهية طلب مني انشاء مسبح، ولكن أردت تصميم مسبح غير تقليدي، ومن هنا لمعت في ذهني فكرة الأمواج الصناعية وقد شاهدت الفكرة منفذة في دبي والصين أيضا".

وأضاف أبو قاسم لـ"فلسطين" : " مرحلة البحث والإعداد حتى الوصول إلى تنفيذ المسبح بالأمواج الصناعية استغرقت عامين، حيث خلال هذه الفترة راسلت شركات عالمية مختصة في تصنيع وبيع المكن واتفقت على إمكانية استيراده منها، ولكن للأسف الجانب الاسرائيلي والمصري رفض ادخال هذه المعدات".

وأشار إلى أن منع ادخال المكن اللازم للمشروع لم يجعله سببا لفشل المشروع بالكامل، بل كان دافعا نحو التفكير في تصنيع المكن والمعدات داخل قطاع غزة المحاصر رغم ضعف الإمكانيات وتكاليف المشروع الكبيرة.

ومن المعيقات التي واجهت أبو قاسم خلال تنفيذ المشروع هي تصنيع المسبح من الألف إلى الياء لمنع استيراد المعدات من الخارج، بالإضافة إلى تكاليف المرتفعة.

تجربة

وأوضح أنه أعد التصميمات ومخططات المشروع واستعان ببعض الأشخاص ممن يعملون في مهن الخراطة، والحدادة والميكانيكا، والكهرباء وبلغ عددهم 100 شخص.

وبين أن في شهر أكتوبر من العام 2017 أجرى أول تجربة لمسبح صغير يعمل بالأمواج الصناعية وبالفعل قد نجحت، ومن ثم واصل العمل بشكل موسع لإنشاء مسبح ذكي.

ولفت رئيس قسم التعليم المستمر إلى أن مشروع المسبح الذكي، ليس مسبحا عاديا وإنما أدخل عليه تقنية الأمواج حيث يتم التحكم عن طريق الحاسوب بعشر أنواع من الأمواج، والتحكم بارتفاع الموج والتي يمكن أن تصل إلى موجة تسونامي.

وعن تكاليف المسبح الذكي، ذكر أن تكاليف عالية جدا لأنه مشروع ضخم يحتاج إلى معدات وماكينات ضخمة، حيث تبلغ مساحة المسبح ألف متر.

ولفت أبو قاسم إلى أن الإقبال على المسبح الذكي فاق التوقعات، حيث أن الناس فضلته على السباحة في البحر بسبب تلوثه والأمراض الناتجة عن هذا التلوث، بالإضافة إلى أنه آمن لسباحة الصغار والكبار.

تطوير المسبح

ونوه إلى أن المسبح الذكي في نظام فلترته يختلف عن المسابح العادية، حيث أدخل نظام الفلترة تحت نظام الأتمتة الصناعية، أي الفلترة الذاتية عبر الحاسوب، وتعمل على مدار الساعة عبر مولدات كهربائية ضخمة.

"ويتم صنع الأمواج من خلال نظام ضغط الهواء عبر محركات ضخمة، وهو آمن حيث لا يوجد اتصال بين الكهرباء والماء أبدا" وفق أبو قاسم.

وكشف عن العمل على تطوير المسبح الذكي خلال الفترة القادمة، حيث سيتم ادخال بعض التقنيات الحديثة والتي تضفي متعة على الذين يسبحون فيه.

ودعا رئيس قسم التعليم المستمر المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموالـ إلى الاستثمار ودعم العقول الفذة، بإيجاد أفكار وحلول للمشاكل الكثيرة التي يعاني منها قطاع غزة.