فلسطين أون لاين

​احتجاج نسوي بغزة: الكهرباء تربك حياتنا

...
جانب من وقفة نسائية اليوم احتجاجاً على أزمة الكهرباء (الأناضول)
غزة - مجد العويني

"هذا الوضع لا يحتمل " بهذه العبارة لخصت الأربعينية أم محمد العكلوك معاناتها اليومية في ظل أزمة الكهرباء المتواصلة على قطاع غزة , التي جعلتها تعاني من ضعف في البصر جراء اضطرارها لإنجاز الأعمال المنزلية في ساعات متأخرة من الليل .

و تحاول النساء في قطاع غزة جدولة حياتهن وفق ساعات وصل الكهرباء التي لا تتجاوز الثلاث ساعات يوميا, فيعمدن إلى إتمام شؤونهن المنزلية بسرعة فائقة خلال هذه الساعات .

وقالت العكلوك :"إن أزمة الكهرباء قلبت ليلنا إلى نهار فأضطر للقيام في منتصف الليل للقيام بالأعمال المنزلية التي تتطلب وجود الكهرباء ".

وأوضحت أن ساعات وصل الكهرباء لا تكاد تكفي لإنجاز ما عليها من أعمال منزلية يومية إضافة لأعمال أخرى متراكمة بسبب القطع المتواصل مما يحدو بها لتأجيل ما لا تستطيع إنجازه لوقت آخر.

العكلوك لم تكن السيدة الوحيدة التي وقفت للاحتجاج وسط غزة، من جانبها أبدت المواطنة أم العز الرنتيسي استيائها من تواصل أزمة الكهرباء , موضحة أنها بالكاد كانت تتعايش مع نظام الثماني ساعات مما دفعها لشراء اللدات التي تعمل لساعت قليلة لتستطيع قضاء احتياجاتهم اليومية .

وتابعت :"نعتبر هذه الأزمة رغم صعوبتها وتأثيرها على كل مناحي الحياة كجهاد في سبيل الله علينا الصبر لكسب الأجر من الله ", مرددة بأنها "حياة لا يعلم بها إلا الله ".

وبينت الرنتيسي أنها عانت الأمرين في تدريس أبنائها الأطفال خلال فترة الامتحانات لعدم تقبلهم الدراسة على أضواء الكشافات الضعيفة وصعوبة التركيز لانعدام رؤية الكتاب الدراسي بشكل واضح .

وقد وافقتها الرأي المواطنة أم أحمد أبو هدة واصفة قضاء أبنائها لفترة الامتحانات ب"العذاب المرير " الذي اضطرهم لإشعال الشموع رغم خطورتها من أجل الدراسة .

وأضافت :"نضطر لشراء الخبز لعدم توفر ساعات كافية للعجن ونؤجل الغسيل لأيام لعدم توفر الكهرباء ,فنحن نحتاج لعشر طاقات لإنجاز الأعمال المنزلية في ثلاث ساعات فقط".

ودعت أبو هدة المسئولين بالنظر بعين الرأفة لمعاناة الأمهات والأهالي في ظل استمرار هذه الأزمة والعمل على حلها في أقرب وقت ممكن .

ووفق إحصائيات سلطة الطاقة الفلسطينية فإن قطاع غزة يحتاج إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاوات، تقدم إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة 60 ميغاوات.

وحملت القيادية في حركة حماس منى سكيك الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن أزمة الكهرباء في كلمة لها خلال وقفة احتجاجية نظمتها الحركة النسائية مقابل مجلس الوزراء بمدينة غزة صباح اليوم للمطالبة بإنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة على غزة.

وقالت سكيك :"أن مسئولية توفير الكهرباء تخضع لسلطة الطاقة في رام الله والمطلوب منها أن تعمل على مدار الساعة لتأمين احتياجات السكان للطاقة وتطوير قطاع الكهرباء ".

وطالبت بسرعة تنفيذ خط 161 ك ف بدون التأثير على الخطوط القائمة , وإلغاء ضريبة البلو والضرائب الأخرى على الوقود الواردة إلى المحطة للعمل بكامل طاقتها في هذه الأجواء الباردة .

وأردفت :"نستصرخ نخوة المعتصم في قلوب جميع أحرار العالم العربي والدولي لتلبية نداءاتنا ووقف هذه المعاناة المتواصلة منذ عشرة أعوام ".