فلسطين أون لاين

​انسحب لو باتت صداقتك عبئًا

...
غزة - مريم الشوبكي

الصداقة هي من أروع العلاقات الإنسانية، كل شخص فينا بالفطرة منذ الطفولة يبدأ بالبحث عن صديق له يشعر بالراحة اتجاهه، ومن ثم يبدأ يبحث به عما يشببه من ناحية التقارب الفكري، وما يكمل نقصه فيه، ولكن أحيانًا لا تحقق الصداقة الهدف المرجو منها بل تكون مبعث للمشكلات.

متى يمكن أن نقف ونأخذ قرار بإنهاء علاقة صداقة تجلب المشكلات ومعها نسلك طريقا لا يناسبنا؟، والسؤال الأصعب كيف يمكننا إنهائها؟ والتخلص مع عبئها النفسي والفكري، هل أنسحب بشكل مفاجئ أم تدريجي؟!

التقارب الفكري

بين أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب أن أسس إقامة علاقة صدقة تبدأ بالندية والتقارب الفكري والعاطفي والعمري، ووجود قواسم مشتركة مثل الاشتراك في هدف أو مصير واحد ويكون كل ذلك بعيد عن المصالح الشخصية.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أنه الصداقة تتكون حينما تحقق الأهداف التي وجدت من أجلها، وهي الشعور بالوحدة الفكرية والتكامل والشعور بالمسؤولية ووحدة المصير ويدافع كل شخص عن تلك المبادئ والقيم ويجعلها منهاج حياة.

ولفت إلى أن إنهاء علاقة الصداقة يتخذ هذا القرار حينما لم تحقق هذه العلاقة أهدافها، تصبح الصداقة عبئًا نفسيًا واجتماعيًا، وعندما تتحكم المصالح الشخصية بمصيرها.

وأكد أخصائي الصحة النفسية أن علاقة الصداقة هي من أسمى العلاقات الإنسانية، ما دامت حصنًا لتفريغ المكبوتات، وطالما أنها تشكل الدرع الحامية للشخصين من الوقوع في فخ الخذلان والإحباط والانزواء والانطواء على الذات.

قال: "الحر من راعى وداد لحظة، فلذلك الصداقة رباط إنساني متين يحاول كل شخص يخفف من الأحمال وضغوطات عن الطرف الآخر, الأسرار والأفكار وما لم يمكن البوح به للآخرين يتم البوح به للصديق".

الانسحاب التدريجي

وأضاف أبو ركاب: " كما للصداقة إيجابيات تشعر بالأمان معها، فإن لها مخاطر وهي معرفة نقاط الضعف، فإذا أراد شخص أن ينهي علاقة الصداقة فعليه أن يتذكر هذا الرابط الإنساني ويتذكر إيجابيات الشخص الآخر وعلى هذا الصديق بذل أقصى المحاولات للإصلاح".

واستدرك قائلًا: "ولكن إذا وصلت الأمور لطريق مسدود فليحفظ كل واحد منهما أسراره لأنها جزء من المبادئ الثقافية والأخلاقية والدينية، ويمكن إنهاء العلاقة من خلال الحد من كل شيء يؤدي إلى الاتصال اليومي".

وتابع أخصائي الصحة النفسية: "ويكون هذا الحد من خلال الانسحاب التدريجي، والتقليل التدريجي دون أن أجرح الطرف الآخر بالانسحاب بشكل مفاجئ، ومن أخلاقيات الاختلاف التواصل المنقطع كل فترة بشتى الوسائل الممكنة".