فلسطين أون لاين

كلّهم ذكور.. كيف تتصرّف معهم؟

...
غزة/ صفاء عاشور:

يمنّ الله على الكثير من العائلات بأن يكون جميع أبنائها من الذكور، ومع الفرحة التي تدخل للأسرة عند قدوم كل طفل في هذه الأسرة، يجب على الوالدين الاستعداد لكثير من المشاحنات والمشاجرات والصراخ الذي ربما لا يتوقف إلا ساعات النوم القليلة.

أخصائي الصحة النفسية د. إسماعيل أهل قال: إن "العائلة تشعر بكم كبير من السعادة والفرحة عندما تُرزق بطفل بغض النظر عن جنسه، ولكن في المجتمعات الشرقية نميل للذكور أكثر كونها عادات وتقاليد عربية قديمة، بمعنى أن الذكور هم العزوة والرجولة".

وأوضح في حديث لـ"فلسطين": الأسرة التي كل أفرادها من الذكور تجد أن البيت كله عبارة عن مشاحنات ومشاجرات وصراخ وألعاب عنيفة بين الأشقاء، الأمر الذي يؤثر سلبًا على مخرجات الأسرة التربوية والعلائقية".

وأضاف أهل: "حيث تتكون سطوة للأشقاء الكبار على الصغار مما ينتج عنه بعض المشكلات السلوكية كالانطواء، التبول اللاإرادي، الخوف، القلق المستمر أو العنف المتبادل والعدوان تجاه الأخرين بالإضافة إلى السب الشتم".

وبين أن كل المشكلات السابقة تجعل البيوت التي جميع أبنائها من الذكور مسرحًا للفوضى والتوتر الدائم، مما يرهق الوالدين نفسيًا وجسميًا واجتماعيًا واقتصاديًا، لافتًا إلى أن هذا الأمر يستدعي اهتمامًا كبيرًا من الوالدين لضبط العلاقة بين الأبناء الذكور لتجنب هذه المشكلات.

وذكر أهل أن البنون هم شطر زينة الحياة الدنيا يجب على الوالدين أن يتمتعوا بهذه الزينة من خلال اتباع طرق تربوية صحيحة مع الأطفال منذ الولادة، لأن العملية التربوية تبدأ في سنّ مبكرة للطفل.

وأردف: "لذلك كان لازمًا على الوالدين غرس قيم التعاون والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة وتعزيز قيمة احترام الأخ الكبير وتوقيره والعطف على الصغير وتلبية احتياجاته من قبل أشقائه الأكبر سنًّا وجعل هؤلاء الأطفال كأنهم أصدقاء من خلال تدعيم المفاهيم الدينية والتربوية الحسنة حتى تمر مرحلة الطفولة للمرحلة التي تليها بهدوء وأمان نفسي".

وشدد على أهمية أن يقوم الوالدين بتوزيع المهام بين الأطفال الذكور في عملية تنظيف وترتيب البيت والأثاث، كونه لا يوجد لهم مساعد غير الأم، لافتًا إلى أن هذا الأمر يعزز قيمة المساعدة الحسنة والاعتماد على النفس، وينعكس على الأسرة بنوع من الراحة النفسية المتوازنة المعززة لروح الحب والتعاون بين أفراد الأسرة.

وأكد أهل أهمية دور الأب في التربية والذي يجب ألا يقتصر على الجانب المادي فقط، مشددًا على أن له دورًا مهمًّا في الأسرة ألا وهو الدور التربوي الأهم الذي يعمل على غرس العادات والتقاليد والتربية الحسنة.

وأفاد بأن الطفل هو عبارة عن مقلّد لأبيه فإذا كان الأب له دور إيجابيّ فعال يعمد على تربية أطفاله بالشكل الإيجابي ويكون أمامنا طفل سوي معافى من المشكلات النفسية والسلوكية، لذلك فإن دور الأب هو الدور الأبرز في العملية التربوية لأنه السلطة الأقوى والمثل الأعلى في البيت.

ونوه أهل إلى أنه من اللازم على الآباء متابعة وتربية أبنائهم بالشراكة الحقيقية مع الزوجات دون لإنقاص دور أحد للآخر.

وفيما يتعلق بإعطاء الحنان والدلال للأطفال الذكور، قال أهل: إن "كل الكائنات تحتاج للحنان والتدليل فيجب على الوالدين توفير الحنان اللازم والدلال للأطفال لكن بشكل متوازن وقت الحاجة للدلال ولكن لا يمكن ترك الحبل على الغارب في هذا الأمر".

وأضاف: إن "الدلال الزائد يمكن أن يتطور ليصبح مشكلة سلوكية لدى الأطفال لأن الدلال الزائد ينتج عنه الاتكالية على الغير فيكون شخصية مستقبلية اعتمادية سلبية لا تنتج في المجتمع بقدر ما تستهلك وتكون بؤرة من المشكلات النفسية والاجتماعية".

وأكد أهل أنه إذا وجب الدلال يجب أن يكون باتزان وتساوٍ بين الأطفال مما لا يعزز الحقد والحسد والتفرقة بين الأبناء، وإذا كانت هناك محبة لطفل عن الآخر يجب عدم إبرازها أمام الآخرين تيمنًا بقصة سيدنا يوسف وإخوته.