قائمة الموقع

حكاية قتل (إسرائيل) طفلًا وحيدًا لوالديه برصاصة متفجرة

2018-07-01T07:06:46+03:00

"كان أعزلَ برفقة الأطفال والشباب، لا حجر ولا شيء في حوزته"، ذلك عندما كان الطفل ياسر أبو النجا، الوحيد لوالديه من الذكور، في شرق خانيونس حيث يشارك الفلسطينيون في مسيرة العودة السلمية، قبل أن تشاهده والدته في تطبيق "تليجرام" وقد أطاحت رصاصة إسرائيلية متفجرة بنصف رأسه.

ما يقارب 18 عامًا هي مدة انتظار والديه قدومه إلى هذه الدنيا، ليكون الشقيق الوحيد لتسع أخوات، وهو عند إصابته لم يكن قد تجاوز بعد 12 عاما، بحسب والدته "أم ياسر"، قضاها مع أسرته وفي مقدمتها أبيه الذي حرص على تنشئته على النحو الذي يريد: إنسان صالح، يفتخر به أينما حل.

وعلى الرغم من أن ياسر، شأنه كباقي المشاركين في المسيرة السلمية، لم يشكل أي تهديد لحياة جنود الاحتلال الإسرائيلي، فإنه تلقى تلك الرصاصة المتفجرة.

كان هذا الطفل بعيدا عن السياج الفاصل بنحو 150 مترا، كما يفيد ابن عمه محمد لصحيفة "فلسطين"، لكن إصابته كانت مباشرة، على نحو لم يتمكن معه المحيطون به من التعرف إليه، عندما تحول ما بداخل رأسه إلى خارجه.

اخترقت الرصاصة رأسه الذي لم يكن فيه سوى حلم وردي بالعودة إلى دياره المحتلة، وقد شرع المسعفون في لف رأسه بالقماش الطبي، وعندما سألهم بعض عن حالته، أجابوا: "الله يرحمه"، يواصل محمد حديثه.

ولطالما حرص ياسر على المشاركة في فعاليات مسيرة العودة، وأبلغ والدته بأمنيته أن يرتقي شهيدًا.

رد فعل الوالدين

"هذه الجريمة لا يقوم بها إلا الحيوانات"، والكلام هنا للحقوقي غاندي ربعي، الذي يقول إنها تفوق حتى وصف "جريمة حرب"، لأن الطفل لم يملك أي سلاح، وجرى إعدامه بدم بارد، مع التأكيد على أن الشعب الفلسطيني واقع تحت الاحتلال، ومن حق الشعب المحتل أن يدافع عن نفسه.

بل إن إطلاق الرصاصة المتفجرة صوب رأس الطفل ياسر هو "جريمة متكاملة الأوصاف"، بحسب ربعي، مضيفا لصحيفة "فلسطين": "لم يكن يشكل هذا الطفل أي خطر على جنود الاحتلال المدججين بالسلاح".

مع ذلك رأى العالم كيف يتم قتل الفلسطينيين بدم بارد، وإذا ما تم توثيق هذه الجريمة يمكن التوجه بملفها للمحكمة الجنائية الدولية، كما يؤكد الحقوقي.

تأكدت أم ياسر أن ذلك الطفل الذي اجتاح خبر استشهاده في اللحظات الأولى على أنه "شهيد مجهول الهوية"، ما هو إلا ابنها. تقول في مقاطع مصورة تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي، كانت برفقة شقيقاتها ولم تكن قد رأت وجهه بعد، لكنها عرفته رغم ذلك من ملابسه، وهو ممدد.

حينئذ استغرقت شقيقاتها في البكاء وقالوا: "هذا ياسر". لم تكن الأم قادرة على التماسك عندما رأته، ولم تكن تتخيل هذا المشهد بحق طفلها.

إنها لا تزال تتساءل: لماذا استهدف جنود الاحتلال طفلها البريء، مردفة بأنهم ينتقمون من الأطفال بعمر الزهور.

وهول الموقف لم يمنعها من استذكار قواعد القانون الدولي، قائلة: إن هذا الطلق المتفجر محرم دوليا أن يخترق رأس هذا الطفل.

كما أنها تتساءل: أي دولة في العالم تقبل بأن يتفجر رأس طفل بعمر ابنها حتى أصبح ما في داخله خارجه؟

وياسر لحق بعمين شهيدين، لا يزال جيش الاحتلال يحتفظ جثمان أحدهما.

"والله إنك بطل يابا.. صغير في السن صحيح لكن أفعالك أفعال كبار"، هذه ليست مجرد كلمات خرجت من فم أبيه، عندما كان يودعه وهو ملقى شهيدا، وإنما مشاعر يهمس بها في أذن طفله الوحيد قبل أن يوارى الثرى.

التف حشد حوله وهو يخاطبه، يرقبون وعيونهم تنطق من المشهد، إذ يقول له: "والله يابا رفعت راسي.. رفعت اسم عيلتك بشجاعتك وإخلاصك.. الله يرحمك يابا.. اوعى تنساني، تنساش (لا تنسى) أمك وأخواتك واللي اعتكفوا معك بالمسجد، اوعى تنساهم يابا".

ورغم هول الموقف، حرص الأب على التماسك، فهو الذي نظر لطفله الشهيد، متمّمًا آخر كلمات سيقولها له على الإطلاق: "انت غالي كتير وبحبك كتير يابا، لكن ربنا خلقك وهو أرحم فيك يابا، الله يسهل عليك يابا، الله يرضى عليك".

اخبار ذات صلة