فلسطين أون لاين

اللواء محمد رشاد: فتح معبر رفح لمصلحة الأمن القومي المصري

...
​القاهرة–غزة/ حاوره- يحيى اليعقوبي:

أكد وكيل جهاز المخابرات المصرية العامة الأسبق اللواء محمد رشاد، أن مصر تحملت المسؤولية الكاملة في فتح معبر رفح بعيدا عن اتفاقية المعابر "2005" لتخفيف العبء والضغط عن غزة باعتبارها امتدادًا طبيعيا للأمن القومي المصري، كاشفا في الوقت ذاته، أن الولايات المتحدة عرضت على مصر مقتطفات من خطتها للتسوية "صفقة القرن"، وأنه لم يتبلور بعد لدى واشنطن خطة كاملة عن الصفقة التي ما زالت في مجال البحث.

وقال اللواء رشاد الذي تولي ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية بالمخابرات المصرية سابقا في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": "إن تخفيف الضغط عن غزة يصب في مصلحة الأمن القومي المصري من وجهة النظر الأمنية المصرية لأن معبر رفح المتنفس الوحيد لأهل غزة مما يخفف العبء النفسي عنهم وكذلك الاقتصادي".

وأكد أن مصر وصلت لمرحلة أنه لا بد من التعامل مع قضايا وملفات المصالحة الفلسطينية منفردة إلى أن تتحقق المصالحة باعتبارها هدفاً قوياً لا بد من الوصول له، لأن القضية الفلسطينية تعاني في ظل عدم اتمام المصالحة، خاصة أن الموقف الأمريكي يأخذ شكلا متصلبا ضد الفلسطينيين والعرب لصالح الاحتلال، مشيرا إلى أن مصر لعبت دورا في انجاز المصالحة "لكن للأسف المصالحة لن تتم بالشكل الحالي".

وحول التعاون الأمني بين غزة ومصر في تأمين حدود سيناء، اعتبر أن أمن الحدود المصرية وسيناء مطلب رئيسي بعد أن توغل "الإرهاب" في سيناء توغلا شديدا، فبدأت حماس بالتعاون مع مصر بضبط الحدود ووصلت لمراحل متقدمة في هذا المجال، منبها إلى أن فتح معبر رفح يأتي في إطار ما تقدمه حماس من تسهيلات بضبط الحدود، ولرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

ولدى سؤاله "إن كانت التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على غزة شكلية أم حقيقية؟"، رد رشاد بالقول "إن الاحتلال يريد أن يبقي الأمر في إطار ردات الفعل، ولا يرغب بتوسيع الاشتباكات لمواجهة عسكرية واسعة مع غزة لأن كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يعاني منها، خاصة المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع التي سيصيبها شلل كبير لا يريده الاحتلال".

لا دولة في "سيناء"

وبشأن الطرح الإسرائيلي في وسائل الإعلام عن دولة فلسطينية بغزة وأجزاء بسيناء، أكد رشاد أن سيناء أرض مصرية وأنه لا يمكن مبادلة الأراضي المصرية، وأن إقامة دولة فلسطينية بغزة وأجزاء من سيناء مرفوض تماماً وغير مطروح بأي تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ولن يكون واردا الحديث عنه.

وقال اللواء المصري "إن مصر لن تقبل بدولة فلسطينية بغزة وسيناء، باعتبار أن القاهرة لها موقف واضح متمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه، فمصر لها وجهة نظر واضحة ومحددة تقول إنه لا يمكن تسوية القضية الفلسطينية على حساب أجزاء من الأراضي المصرية".

وأشار إلى أن ما يطرح سياسيا بموضوع إنشاء كونفدرالية بين الأردن والسلطة يختلف تماما عن مصر، باعتبار أن هناك امتدادا بين الأردن وأكبر جزء بالأراضي الفلسطينية وهي الضفة الغربية وأن هذا الموضوع مطروح منذ زمن.

كوشنر و"صفقة القرن"

وحول اللقاء الأخير الذي جمع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووجيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي للتسوية في الشرق الأوسط برؤساء مصر والسعودية والأردن وقطر خلال الشهر الجاري، أوضح رشاد أن أمريكا تريد تمرير صفقة القرن بأي شكل من الأشكال وأن الإغراءات كثيرة ومتعددة في ذلك.

وكشف رشاد أن الموقف العربي خلال الزيارة الأخيرة للوفد الأمريكي الذي كان واضحا بطرحه للتسوية، هو رفض الصفقة شكلاً وموضوعاً وأنه لا يمكن قبوله، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي يهمه فقط حل القضية الفلسطينية لصالح الموقف الإسرائيلي على حساب الدول العربية.

ولفت وكيل جهاز المخابرات العامة السابق إلى أن أمريكا ستبدأ بنشر الخطة ورؤيتها للحل ليس للتفاوض ولكن للتنفيذ الذي سيكون صعبا جداً، باعتبار أن موقف مصر والدول العربية ثابت بإنشاء دولة مستقلة.

بنود الصفقة

وعن بنود الصفقة المطروحة، بين اللواء المصري أن كل ما يجري بالمنطقة من تحركات أمريكية هو لتأمين الاحتلال الإسرائيلي، وأن ما يهم أمريكا استمرار المفاوضات بين السلطة والاحتلال.

ولفت إلى أن (إسرائيل) ليس لديها مانع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في غزة وما تبقى من الضفة الغربية بعد استيلائها على 60% منها بفعل الاستيطان.

وقال رشاد "لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية بالمفهوم الذي تريده أمريكا، خاصة أن الاشتراطات الإسرائيلية بموضوع الدولة بهذا المسار قاسية، بأن يبدأ الأمن الإسرائيلي من الحدود مع الأردن وأن يتيح الوجود الإسرائيلي على الحدود بين الأردن والدولة الفلسطينية المزمع إنشاؤها للاحتلال بالتدخل عسكرياً بأي بقعة بالدولة الفلسطينية، وهذا مهانة كبيرة للفلسطينيين والدول العربية اذا ارتضت بهذا الحل".