فلسطين أون لاين

شبح العمليات الفردية.. يقض مضاجع الاحتلال

...
صورة من مكان عملية القدس
رام الله / غزة - رنا الشرافي

لا يزال ركب العمليات الفدائية "الفردية" التي ينفذها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة لا سيما في مدينة القدس المحتلة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، يسير بخطى واثقة وعزيمة ثابتة، متحديًا ظلم الاحتلال وقهره.

ورغم كل الإجراءات الأمنية والاحتياطات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن قوة الردع الإسرائيلي أثبتت فشلها عند كل عملية بطولية يقوم بها فلسطينيون دون مرجعية حزبية أو سياسية، وهو ما زاد الأحجية الأمنية تعقيدًا أمام قادة الاحتلال.

وأظهرت هذه العمليات التي كان آخرها عملية الدهس البطولية التي نفذها الشهيد فادي القنبر أول أمس في القدس المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل 4 جنود وجرح 15 آخرين، خوف جنود الاحتلال وهروبهم من مكان العملية؛ الأمر الذي أثار سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والسؤال الذي يطرح نفسه، هل نجحت المقاومة الفلسطينية الفردية في حربها النفسية ضد العقلية العسكرية الإسرائيلية؟

هدف جديد

الخبير في الشؤون الأمنية اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، يرى أن العمليات الفردية أثبتت نجاعتها في إرباك الاحتلال، وعزا ذلك إلى أن هذا النوع من العمليات يصعب التنبؤ به، عدا عن أنه بث الرعب في قلب الجندي الإسرائيلي والذي أصبح يخشى على نفسه من السير في الشوارع العامة خشية أن يكون هدفًا لعملية فدائية جديدة.

وقال في حديث مع صحيفة "فلسطين": "هذه العمليات تعتبر دليلًا على فشل المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي"، مضيفًا: "في عملية القدس بات من الواضح جدًا أنه تم التخطيط لها بشكل جيد وتتبع دقيق لمكان الجنود".

وأشار الشرقاوي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عقب العملية أنه يقوم بتتبع مجموعة ساعدت منفذ العملية الفدائية في الوصول إلى الجنود ومنحته المعلومات وإحداثيات المكان، معتبرًا هذا التصريح دليلا على فشل عمليات التنسيق الأمني والاعتقالات الليلية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية.

وأضاف: "ردات الفعل الإسرائيلي لم تنجح في وأد المقاومة الشعبية الفلسطينية والتي استطاعت أن تُوجِد لها مكانا في موازين القوى وإن كان ضمن الحرب النفسية، حيث استطاعت أن تهزم روح الجندي الإسرائيلي".

وتابع: "إن المقاوم الفلسطيني لديه قضية يدافع عنها مهما بلغت خسائر عائلته بعد استشهاده، أما الجندي الإسرائيلي فلا قضية له، وروحه أغلى من أيّ شيء، ولا ننسى أن جنود الاحتلال يشبهون المرتزقة".

ورأى الخبير الشرقاوي أن الوضع في الضفة خطير جدًا وأن الاحتلال الإسرائيلي ليس أمامه سوى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، لافتًا إلى أن الشباب الفلسطيني في الضفة يعيش حالة من التحدي لقمع الاحتلال وظلمه ما يعني أن المستقبل سيكون لعمليات المقاومة الفلسطينية.

فشل رغم المحاولة

وفي سياق متصل، يرى الخبير في شئون الأمن القومي د. إبراهيم حبيب، أن جميع الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي تحاول من خلالها أن ترفع الروح المعنوية لجنودها باءت بالفشل.

وقال حبيب في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن المقاوم الفلسطيني يتمكن من تنفيذ عملياته بالرغم من كل التدابير الأمنية الإسرائيلية، ورغم ما يتعرض له أهله من بعد استشهاده، معتبرًا أن ما يقوم به الفلسطينيون هو نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرضون له من قبل الاحتلال.

وأكد أن ممارسات الردع التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، لم تستطع أن توفر للجنود الحد الأدنى من الشعور بالأمان، منبهًا إلى أن ما يجري في القدس هي "انتفاضة فردية" وليست منظمة.

وتابع حبيب: "وفق سياسة الاعتقالات التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فإن على دولة الاحتلال أن تعتقل جميع الشباب الفلسطيني حتى تمنع العمليات الفردية"، مشيرًا إلى أن من فجر انتفاضة القدس هو الشهيد مهند الحلبي الذي عاش حياة مرفهة ولم يعانِ من الاحتلال بشكل شخصي وإنما دفعته النخوة للدفاع عن ما تتعرض له المقدسيات من قبل الاحتلال فنفذ عمليته.

وعلق على الحرب النفسية التي تدور بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، بأن دولة الاحتلال لا تريد دفع ثمن تحرير جنودها الأسرى في قطاع غزة، وأن المقاومة الفلسطينية تسعى للضغط عليها لدفع هذا الاستحقاق المطلوب من خلال الحرب النفسية والتي تجلت بنشر فيديوهات حول الجنود الأسرى في غزة.