فلسطين أون لاين

​سماعات الأذن مخاطر صحية وآثار نفسية

...
غزة - هدى الدلو

ظهر أخيرًا في أوساط الشباب بصورة لافتة استخدام الشباب من كلا الجنسين لسماعات الأذن، لمواكبة الموضة والتطور التكنولوجي، وللتحدث فيها، أو لسماع الموسيقا، وقطع التواصل مع العالم الخارجي، وبعض يستخدمها خلال ممارسة الرياضة، الأمر الذي يقلل انتباههم إلى من حولهم، وقد يعرض مقتنيها إلى حوادث، ولكن هل استخدامها مواكبة للتطور التكنولوجي أم أن الأضرار النفسية والجسدية التي تسببها نتيجة استخدامها ساعات طويلة تفوق هذا التطور؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

تأثير صحي

قال رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى ناصر الطبي د. إبراهيم العقاد: "الاستخدام المتواصل لسماعات الأذن والسماع بها بصوت عالٍ من شأنهما أن يحدثا تأثيرًا خطيرًا على الأذن، ما يلحق ضررًا غير بسيط بها".

وأضاف: "ويبدأ التأثير على الأذن الخارجية، ويأتي ذلك نتيجة احتكاك سماعات الأذن، ما يسبب التهابات، كذلك تؤثر على الغدد التي تفرز المادة الشمعية، أيضًا الاستخدام الدائم لسماعات الأذن يؤدي إلى تكسر الأهداب التي تطرد الشمع إلى لخارج، فيتجمع الشمع في الأذن الخارجية، ما يسبب مشاكل صحية".

وبين د. العقاد أن سماعات الأذن لها تأثير على العصب السمعي إذ يصبح عرضة للذبذبات الصوتية، ما يضعف السمع، وقد يحتاج مستخدم تلك السماعات بعد مدة إلى تركيب سماعات أذنية خارجية لتكبير الصوت، أيضًا تجعل مستخدمها يتحدث بصوت عالٍ، وتسبب له عزلة.

عزلة اجتماعية

وفي السياق نفسه بين الاختصاصي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة أن ميل بعض الشباب إلى استخدامها مدة طويلة بصورة لافتة قد يأتي من باب الاستفادة من التقدم والتطور التكنولوجي، ومؤشر على تطورهم الذاتي، ويستخدمها آخرون من باب التباهي و"الفشخرة"، أوفي سياق التقليد فقط، مع أنها من الكماليات وتدخل في باب الترف في استخدام الصناعات.

وأشار إلى أن استخدامها الدائم من شأنه أن يحدث آثارًا نفسية واجتماعية تعود بالسلب على مستخدمي تلك التقنيات، "والخشية في استخدام تلك الصناعات أن تكون مدعاة للتكاسل عند الإنسان، وتكبح لديه نشاط العمل والاستكشاف والسعي وراء تلبية حوائجه"، وفق قوله.

تابع ملاخة حديثه: "أو تدفعه إلى مزيد من الأنانية لنفسه على حساب حاجيات أسرته، أو غيره، خاصة إذا شعر بالتميز من أقرانه باستخدامه تلك الكماليات وبدأ بمجاراتها تتبع كل جديد فيها، وبدأ يشعر بحالة التعالي والفوقية عن الآخر، وهذا الأخطر لدى صنف من الناس في استخدامهم وحرصهم على اقتناء مثل تلك الصناعات، إذ يجدون فيها أنفسهم أكبر قدرًا وأعلى شأنًا، وهذا يفسد علاقتهم بالآخرين، وتتكون مشاعر سلبية لدى بعض تجاه أولئك الأشخاص لشعورهم بتكبرهم وتعاليهم".

وأشار إلى أن المجتمع متواضع في سلوكه، فبعض الظواهر منتقدة لديه ومؤشر على عدم احترام الآخر، أو ربما التعالي عليه، قائلًا: "فأن تبقي على نفسك في مظهر معين طوال الوقت، وفي كل مكان أمر غير مستحسن، وحتى نضبط استخدام تلك الصناعات ونستفيد منها يجب استخدامها في محلها ووقتها وضرورتها".

وأضاف ملاخة: "والعمل على مراعاة أحوال الناس وعاداتهم وتقاليدهم وظروفهم، وألا يكون ذلك على حساب حاجيات أساسية أخرى وحقوق الغير، وأيضًا الحفاظ على الاعتدال دون الغلو في مجارات مثل تلك الأشياء والسعي في اقتنائها".

وأوضح ضرورة تجنب النفس أي أضرار جسدية أو آثار سلبية اجتماعية قد تنتج جراء ذلك، فيسبب استخدامها الدائم عزلة اجتماعية وادمان والتعود والانغماس في الشيء على حساب نشاط الإنسان وعلاقاته وتفاعلاته.

ونوه ملاخة إلى أنه بالتالي يجب الاستخدام وقت الحاجه حتى لا يجد نفسه في معزل عن الآخرين، وغربه في المحيط الاجتماعي نتيجة انشغاله بتلك الأدوات بعيدًا عن تفاعله مع المحيطين به.

واستكمل: "كما تجعل بعض مستخدميها عنصر ملل عند الآخرين لانشغاله مع نفسه بعيدًا عنهم وهذا يضيف الملل والرغبة في البعد، ومشاعر عدم الاحترام والقبول، كما أن مستخدمها يعيش في عزلة اجتماعية وحالة من تشتت الانتباه.

ولفت ملاخة إلى أن الاستخدام الأمثل هو الاستفادة منها عند الحاجه إليها دون أن يكون لها أثر سلبي على الأصول الايجابية كالنشاط والتفاعل، أو تؤثر على سلامة وصحة الإنسان، أو تسبب في طباع وصفات سيئة.