فلسطين أون لاين

​مسيرات رفع العقوبات عن غزة تعيد الاعتبار للقضية..

امتازت مسيرة الأمس في رام الله بتنوعها الواسع، حيث كان فيها حضور كبير للرجل والمرأة على قدم وساق ومن كافة الأعمار والفصائل والتنظيمات والاحزاب والمناطق ، وكانت للفكرة الجامعة وهي رفع العقوبات عن غزة .. أصر الشارع الفلسطيني في رام الله على رسالته الاصيلة لغزة، وأصر أن يواجه بشجاعة دون أن يأبه بأي قمع متوقع، كل الذين أتوا بالأمس استعدوا للتضحية وجهزوا انفسهم لكل الاحتمالات.

كانت غزة وما تمثله من قضية وقيم وطنية عليا أهم من أنفسهم، كانت تستحق أي مقابل مهما بلغ، كان المثقف والأمّيّ والاكاديمي بدرجة علمية عالية والعامل والفلاح والسياسي والذي لا يفقه السياسة، وقفوا كلهم يهتفون هتافا واحدا موحدا: الحرية والكرامة لغزة وفلسطين.

كانوا صفا واحدا جمعهم الهم الواحد والهدف الواحد والروح الواحدة، لقد رأيت القضية الفلسطينية بروحها القديمة الاصيلة الخالية من كل الملوثات التي طرأت عليها في مراحلها السوداء فيما بعد أوسلو وحالة النزول عن جبل القضية الى الغنائم والفتات الذي جاءنا بعد هذا الاتفاق.

كانت القضية الفلسطينية بإشراقتها الجميلة تلوح في أفق رام الله بالأمس، هذه الحالة الوجدانية في التلاحم بين من يسكن الضفة ومن يسكن غزة جسدت وحدة القضية ودعت الى استعادتها من جديد الى حيث مربع الشعب الواحد والهم الواحد ، لقد صدحت القلوب قبل ان تصدح الحناجر داعية لوحدة الوطن وضرورة ألّا ينعم انسان في هذا الوطن على حساب جوع أخيه، وألّا ينام أحدنا وجاره جائع أو مريض لا يجد علاجا أو بيتا، لا يجد كهرباء أو ماء. وقفت الجماهير في رام الله مع غزة لتضمد جراحها ولتدفع باتجاه رفع الضيم عنها .. قالت كثيرا مما يعتمل في صدرها : عيب وعار أن تعاقب غزة ، عيب وعار ان يستمر الحصار ويستمر العقاب ويستمر الدمار النفسي والاجتماعي من ذوي ذات القضية ..

عدنا من مسيرة الأمس ونحن نتحدث من جديد عن القضية التي تجمعنا، عدنا وقد علمنا علم اليقين الذي يفرقنا ويمزقنا وهو منبتّ عن القضية، رأينا بأم أعيننا من ليس له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بهذه القضية ، فقط تتنصل ممن يتنصل منها وينحاز الى من عاداها ، رأينا من يتساوق مع صفقة القرن الامريكية ويريد أن يبتلع القضية .. رأينا من يتأمر اليوم هو نفس الذي تآمر سنة ثمانية واربعين عندما ضاعت فلسطين ، هو اليوم يقف مع المتآمرين ويتحالف مع المحتلين بدشداش عربي سمين ، لا يا خادم الحرمين أنت أصغر من أن تتلاعب بالقضية ، فلسطين هي البوصلة وهي التي دوما تعيد القضية الى بوصلتها الحقيقية .