فلسطين أون لاين

أزمة الأونروا ستنعكس سلباً على الموظفين وستمس كل لاجئ

...
غزة - جمال غيث


حذرت نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" د. آمال البطش، من تداعيات بالغة الخطورة قد تطال حقوق الموظفين واللاجئين في أعقاب إعلان منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أن الوكالة ستخفض بعد أسابيع مساعداتها العاجلة لغزة وغيرها في المنطقة، بالإضافة إلى إرجاء دفع الرواتب وتعليق بعض عملياتها في القطاع في آب/ أغسطس المقبل.

وأكدت البطش في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن الأونروا تتعرض لأزمة وجود وليس أزمة تقليصات أو تمويل، مشيرة إلى أن الأزمة سياسية بامتياز لارتباطها الوثيق بقضية اللاجئين ولأنها الشاهد الوحيد على معاناتهم.

وأعربت عن رفض اتحاد الموظفين، لمحاولات إنهاء تفويض الأونروا، الأمر الذي من شأنه أن يحرم مليون لاجئ في قطاع غزة من تلقي الخدمات الصحية والإغاثية والتعليمية، ما من شأنه أن يولد كارثة صحية وإنسانية واجتماعية في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع.

تصفية عملها

واعتبرت البطش، أن قرار عدم تمويل وكالة الغوث سياسي بامتياز هدفه إنهاء وجودها، الأمر الذي سيترتب عليه إنهاء قضية اللاجئين، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يصمت على إنهاء عمل الوكالة الأممية على اعتبار أنها الشاهد الوحيد على قضية لجوء الفلسطيني.

ودعت كافة فئات الشعب الفلسطيني للتحرك على كافة المستويات لمنع شطب عمل الأونروا، مشيرة إلى أنها على تواصل مستمر مع إدارة الوكالة لتلقي المعلومات الدقيقة حول أوضاعها المالية.

وذكرت أنه في حال تم وقف التمويل فإن عددًا من الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين ستتوقف، وسيكون مئات الموظفين في دائرة الخطر، وقد تتوقف بعض الخدمات الإغاثية، مرجعةً ذلك لوصول رصيد ميزانية الطوارئ إلى الـ"صفر".

وأعربت عن استغرابها من التقليصات التي تلجأ لها الأونروا في غزة باستثناء مناطق عملياتها الأخرى في كل من "الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية"، مشيرة إلى أن ذلك يدلل على أن المؤامرة على القطاع مقصودة ومستمرة، وتتنافى مع أهداف الوكالة التي أنشئت لأجلها كتقديم الخدمات الإغاثية والتوظيفية للاجئين الفلسطينيين لحين إجراء حل سياسي عادل لقضيتهم.

وأشارت البطش، إلى أن اتحاد الموظفين العرب في الأونروا سيعقد اجتماعًا مع إدارة الوكالة من أجل تحديث المعلومات والتعرف على آخر التطورات التي توصلت لها الوكالة وأزمتها المالية.

خطر قائم

وعن إرجاء دفع رواتب موظفي الأونروا، وتعليق بعض عملياتها في غزة، قالت البطش: "لم نأخذ الموضوع على محمل الجد، وننتظر الاجتماع الذي سيعقد مع إدارة الوكالة بداية الأسبوع المقبل"، لافتة إلى أنه في حال كانت المعلومات صحيحة فهذا يؤكد أن المؤامرة على القطاع مستمرة.

وفيما يتعلق باجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، قالت: "ننتظر أن تصلنا معلومات من إدارة الوكالة ويتم إطلاعنا على النتائج التي توصلت لها اللجنة"، مبينة أن اللجنة وصلت قطاع غزة كي تطلع على أوضاع اللاجئين.

وأكدت أن اتحاد الموظفين العرب في الأونروا لن يفرط بحقوق موظفيه، ولن يسمح بحرمان اللاجئين من الحصول على المساعدات، مشيرة إلى وجود تهديد وخطر قائم في حال لم يتم تمويل ميزانية الأونروا.

وبلغت نسبة العجر في الميزانية العامة للأونروا، وفق البطش، 264 مليون دولار.

من جهته، أكد المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، أمس، أن المفوّض العام للوكالة بيير كرينبول، لم يتخذ أي قرارات بشأن تقليص الخدمات المُقدّمة للاجئين الفلسطينيين.

وجاءت تصريحات أبو حسنة، ردًا على تصريحات أدلى بها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، مساء أول أمس، حذر فيها من تقليص الأونروا لخدماتها ومساعداتها وتأخير صرف رواتب موظفيها عن شهر يوليو المقبل.

وأوضح المستشار الإعلامي في تصريح لوكالة "صفا" المحلية، أن الوكالة الأممية استطاعت تقليص العجز المالي الذي كانت تعاني منه إلى 256 مليون دولار.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جمدت في يناير الماضي صرف 125 مليون دولار لصالح ميزانية الأونروا.