فلسطين أون لاين

​متى يسمح الأبوان للطفل بخوض التجارب؟

...
غزة - هدى الدلو

يميل الطفل بطبيعته للاستكشاف وخوض التجارب الجديدة، الأمر الذي قد يسبب إزعاجًا للأهل ويثير قلقهم في بعض الأحيان، خاصة عندما يرغب الابن بالإقدام على تجربة تحمل درجة من الخطورة، عليه أو على الآخرين، كتعلم السباحة على سبيل المثال.

لا بد من خوض التجارب الجديدة حيث له أهمية كبيرة تظهر في تفكير الطفل وشخصيته، لذا كيف ينظم الأهل الأمر؟ وهل ثمة ما يستدعي الخوف فعلا؟ وفي أي المجالات تكون التجارب؟ هل المجال الاجتماعي، أو الرياضي، أو الدراسي..؟ وهل يجب تحديد مساحات وقيود لا يخرج عنها الأطفال في تجاربهم؟

إتاحة الفرصة واجبة

قال رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "الاستكشاف لدى الطفل ليس مرتبطًا بوقت محدد، وذلك لاختلاف طبيعة الشخصية، ومستوى الذكاء بين طفل وآخر".

وأضاف لـ"فلسطين": "ولكن هناك نقطة صفر ممكن أن يبدأ بها الطفل استكشافه للواقع وينطلق نحو تجاربه مع الحياة، ويمكن تحديد تلك الفترة من عمر عامين، لأن مفهوم (الأنا) ينمو عند الطفل ويبدأ من هذه اللحظة بشكل منظم لاكتشاف المحيط الاجتماعي والمادي".

وأوضح أبو ركاب أن الأطفال لا ينتظروا إذنًا من أحد للبدء في خوض تجاربهم الشخصية، وما يقوم به الأهل وخصوصًا الوالدين هو عملية تنظيم لهذه التجارب فقط، مؤكدا: "من المهم أن يتيح الوالدان الفرصة الكافية لأطفالهما لاستكشاف الواقع، لما لذلك من إيجابيات من شأنها أن تساعد في نمو الشخصية".

وبين أن "الاستكشاف جزء من شخصية الطفل، فلذلك كلما اتحنا الفرصة للأطفال للتعبير عن ما يدور في أذهانهم كلما كانت شخصياتهم سوية وقادرة على التكيف والتأقلم مع الواقع، ولعل ما يميز الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا هو قدرتهم على الابتكار والإبداع وإجراء التجارب المادية والمعنوية".

عندما يخوض الطفل تجارب جديدة، فهل ثمة مساحة محددة ينبغي ألا يخرج عنها؟، أجاب أبو ركاب: "لا يمكن الحديث عن مساحة محددة للمسموحات والممنوعات أمام الأطفال في خوض التجارب، فالأمر يختلف من طفل لآخر، لأن المعيار الأساسي هو مدى نضج الطفل، والقدرات العقلية والجسدية التي يتمتع بها، بالإضافة إلى نوع التجربة ودرجة المخاطرة فيها، والأثر الذي ستتركه في شخصيته في المستقبل، وبعد قياس كل ذلك معًا يمكن للأهل وضع شروط معينة خاصة بابنهم".

وقال: "يُسمح للطفل بخوض التجارب في مجالات مختلفة، سواء كانت الاجتماعية التي ترتبط بالعلاقات، أو المادية أو العلمية، لأن الفائدة تكمن التنويع والاختلاف، وعندما يدخل هذا الطفل في مرحلة المراهقة، تبدأ فتره التمايز وزيادة التركيز في أشياء دون غيرها".