فلسطين أون لاين

لقاء أُسَريٌّ فردي أم جماعي؟.. الموقف يحدد الإجابة

...
غزة - صفاء عاشور

تُعدّ اللقاءات الأسرية التي تجمع الأبوين مع الأطفال أمرًا في غاية الأهمية، وهو ما يدفع الكثير من الأهالي لتخصيص جزء من وقتهم لعقد جلسات يومية مع الأبناء، ولكن مما يجب على الأهل الانتباه له أن بعض الموضوعات لا يمكن مناقشتها بشكل جماعي، وهذا يستدعي وجود لقاءات فردية مع كل طفلٍ على حدة.. فمتى يعقد الأهل لقاءات فردية؟ ومتى يكتفون بالجلسات العائلية الجماعية؟ وما الفرق بين هذين النوعين من اللقاءات؟ وما فائدة كلٍ منهما؟

حسب الظرف

الاختصاصي النفسي والاجتماعي الدكتور درداح الشاعر قال: "اللقاءات الجماعية والفردية مطلوبة في الأسرة، ويتم تحديد نوع اللقاء حسب الظرف، وحسب المضمون المحدد للقاء، فإن كان يهدف لمناقشة مشكلة تخص أحد الأبناء يكون اللقاء معه فرديا، أما إن كان الأمر يخص الأسرة كلها فالأمر بحاجة إلى لقاء جماعي".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "اللقاءات الفردية يتم عقدها مع الطفل لمناقشة بعض العادات السيئة في السلوك أو التصرفات غير المقبولة التي يقوم بها، إذ يجب عدم مناقشة هذا الموضوع بشكل جماعي حتى لا يصبح نوعًا من التشهير بالطفل، ويؤثر سلبا على نفسيته وشخصيته".

وتابع: "أما إذا كانت القضية عامة متعلقة بالأسرة بكل أفرادها، فالأصل أن يكون اللقاء جماعيًا، وفيه يتم سماع مختلف الآراء من جميع أفراد الأسرة، سواء الصغار أو الكبار، فهذا يعزز الانتماء العائلي".

وأوضح الشاعر: "اللقاء الجماعي مطلوب في المواقف التي يتم فيها التعبير عن الحب والمشاعر والعطف والحنان من الأبوين تجاه الأبناء، مع مراعاة توجيه المديح لكل الأطفال الموجودين في الأسرة، دون الاقتصار على واحد منهم فقط، فهذا قد يشعل الغيرة بينهم".

فرصة

ووصف اللقاءات الأُسرية بأنها فرصة للطفل ليتخلص من الشعور بالضيق.

وبيّن أن اللقاءات الجماعية تُعزز المشاعر الإيجابية عند الطفل، خاصة الانتماء والولاء للأسرة، إذ يشعر أنه جزء من المنظومة الأسرية ولا يستطيع الاستغناء عنها على الإطلاق، وكذلك تُعزز شعور الطفل بالمسئولية تجاه الأسرة، لأن هذه اللقاءات تناقش الموضوعات المهمة والمتعلقة بواقع الأسرة ومستقبلها، بحيث يشعر أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة الأسرية، مؤكدا ضرورة استماع الكبار في الأسرة لآراء الصغار ليشعروا بوجودهم وأهميتهم فيها.

ولفت إلى أنه في هذه اللقاءات يجب الحديث عن عواطف الطفل ومشاعره وهمومه وأحلامه، فهذا يخفف من التوتر النفسيوالعاطفي وتتحول العواصف والمشاعر السلبية إلى إيجابية.

وأكد الشاعر أن مثل هذه اللقاءات مهمة للغاية للطفل من الناحية النفسية والاجتماعية، لكونها توفر التواصل والتفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة، فيشعر بمكانته فيها، ويترسخ فيه شعور بالعمل التعاوني والجماعي عند مناقشة القضايا العائلية.