فلسطين أون لاين

​رمضان أوكرانيا بلا ملامح

...
إبراهيم صيدم (أرشيف)
كييف / غزة - شيماء العمصي

لا أجمل من تراب الوطن، ولا أجمل من أن يجتمع أبناؤه على ثراه يتقاسمون أفراحه وأحزانه وآماله وآلامه، ويستنشقون عبيره الفواح!

ويرسمون أحلامهم الوردية على موائد الإفطار في شهر كريم ينتظره المسلمون من عام إلى عام، مهنئين أنفسهم بهذا الموسم العظيم الذي تجتمع فيه العبادة مع العادة، ولعل من عادات رمضان اجتماع العائلات معًا إلى أوقات متأخرة من الليل.

لكن الغربة تأبى إلا أن تقف حائلاً بين تجمع العائلة الواحدة؛ فهناك العديد من أبناء العائلات الذين حرموا رؤية أهليهم والاجتماع بهم في رمضان.

الشاب إبراهيم صيدم أحد المغتربين في دولة أوكرانيا يقول لـ"فلسطين": "الأجواء الرمضانية في أوكرانيا ليس لها أي معالم، وكأنه يوم كأيام السنة وسينقضي", مشيرًا إلى أنه لا يشعر بأجواء رمضان التي كانت تخيم على مدينة غزة, لأن المجتمع الذي يقيم فيه حاليًّا غير مسلم, فعامة الشعب لا يصومون، وأجواء رمضان ليست واضحة.

يضيف: "هنا نفتقد جمعة الأهل والأحبة والأصدقاء في وقت السحور والإفطار، نفتقد صوت الأذان والمسحراتي, نفتقد الأكلات الفلسطينية الشعبية, كنت أتمنى أن أقضي رمضان مع أهلي في غزة الحبيبة، ولكني مجبر على بقائي في الغربة لاستكمال دراسة تخصص الطب".

وما بين تنهيداته المتتالية يروي صيدم: "لا نستطيع سماع صوت الأذان, لأنه يكون فقط داخل المسجد، وأقسم أني أشتاق إلى سماعه, نحن نتبع تطبيقات الصلاة الموجودة على الجوال, وللتحقق من الأذان ننتظر خمس دقائق بعد سماعه من الجوال ثم نكسر صيامنا".

ويبين أن رمضان في أوكرانيا دون ملامح، فلا يوجد غير صلاة التراويح التي تشعره بأجواء هذا الشهر الفضيل, إذ يجتمع بعض المسلمين الأوكرانيين والمغتربين لأداء هذه السنة, وتبدأ الصلاة في ساعة متأخرة من الليل، ما يقارب الساعة الحادية عشرة ليلاً وتنتهي الثانية عشرة صباحًا.

يكمل: "في أوكرانيا نفتقد كل أجواء رمضان الروحانية والإيمانية، نفتقد زينة رمضان، نفتقد كل شيء يخص هذا الشهر الكريم, لكننا نحاول قدر المستطاع خلق أجواء خاصة لنا مواسين بها أنفسنا نحن المغتربين في السكن الذي نعيش فيه، بصلاة الجماعة، وقراءة الورد اليومي من القرآن, والإفطار الجماعي والسحور".

"الإفطارات الجماعية في أوكرانيا قليلة جدًّا, نادرًا ما يعقد أحد المساجد إفطارًا جماعيًّا للصائمين, وفي بعض الأوقات أصدقائي الذين تعرفت إليهم في السكن الجامعي يعدون الطعام داخل السكن" يضيف صيدم.

ويتابع: "فيما يتعلق بالأكلات الفلسطينية لا يوجد منها الكثير إلا في بعض المطاعم العربية, يوجد البامية, والملوخية, والمجدرة, والشوربة بأنواعها, ولكنها ليست بالطعم الذي نأكلها به في غزة, وكذلك الحلويات الصنف المشهور لديهم في رمضان هو البقلاوة, ونحن نشتهي أن نأكل صنفنا المشهور القطائف, وأن نشرب بعضًا من الخروب المثلج والكركديه".