شارف شهر رمضان على الانتهاء، فبعد عدة أيام يأتي عيد الفطر المبارك وينتهي شهر الصيام والعبادة، وهو ما قد يعني لكثير من المسلمين التوقف عن أداء العبادات التي كانوا يواظبون على القيام بها في شهر رمضان.
الداعية خميس المصري أكد أن الله (عز وجل) فضل شهر رمضان على سائر الشهور والأزمان، واختصه بكثير من رحماته وبركاته، ويسر فيه الطاعة لعبادة، فينطلق المسلمون فيه بكل أريحية إلى طاعة الله وقد غلقت أبواب الجحيم، وفتحت أبواب النعيم، وغلت فيه الشياطين.
وبين في حديث لـ"فلسطين" أن المشكلة تبرز عند بعض بعد شهر رمضان، عندما يبدأ الناس الإعراض عن طاعة الله، وكأنهم في رمضان يعبدون ربًّا غير الذين يعبدونه بعد رمضان، مشددًا على وجود ثوابت في الإيمان لا يستغني عنها المؤمن.
وقال المصري: "الدين الإسلامي فيه العديد من الثوابت التي لا يجوز أن يؤديها المسلم في مواسم معينة ويُعرض عنها في مواسم أخرى، وأولها: الصلاة، وهي الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي، فقال (تعالى):" {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]".
وأضاف: "وعن أبي هريرة قال (صلى الله عليه وسلم): (إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر)".
ذكر المصري ثابتًا آخر من الثوابت الإيمانية، هو: المداومة على قراءة القرآن الكريم، فالقرآن هو حياة القلوب والأرواح وحياة للنفوس والصدور وحياة للأبدان، متسائلًا: "فكيف يستغني المؤمن عن روحه وأصل حياته؟!".
وبين أن من أراد أن يُكلم الله فليدخل في الصلاة ومن أراد أن يُكلمه الله فليقرأ القرآن، مشددًا على ضرورة استمرار المسلم في قراءة القرآن بعد شهر رمضان بتخصيص ورد يومي لذلك.
ولفت المصري إلى أهمية المحافظة على ثابت آخر من الثوابت الإيمانية، ألا وهو المحافظة على ذكر الله، مشيرًا إلى أن الذكر فيه شفاء من الأسقام ومرضاة للرحمن ومطردة للشيطان، فقال رسول الله: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم"، قالوا: "بلى، يا رسول الله"، قال:" ذكر الله (عز وجل)".
وأشار إلى ثابت آخر من الثوابت الإيمانية، ألا وهو الإحسان إلى الناس، فيجب على أهل الكرم والجود إظهار الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين في رمضان وما بعده، وألا يلبسوا أقنعة البخل والشح فيما بعد شهر رمضان.
وذكر المصري أن الإحسان من الثوابت الإيمانية التي لا يستغني عنها المؤمن في شهر رمضان ولا في غيره من الأشهر، حتى يلقى ربه (جل وعلا) راجيًا الثواب الكبير الذي وعده الله به في يوم القيامة.
وأكد أن من الثوابت الإيمانية أيضًا قيام الليل، إذ يُوفق الكثير من الناس إلى قيام الليل وأداء صلاة التراويح طوال الشهر، داعيًا إياهم إلى الاستمرار على هذا النهج، وذلك لقول الرسول الكريم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله (تعالى) ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات".
وذكر المصري أن من ذاق حلاوة الايمان في رمضان فعليه أن يلزم هذا الدرب المنير والاستقامة على الصراط المستقيم، ففي حديث لعائشة (رضي الله عنها) أَن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "يا أَيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإِن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أَحب الأَعمال إلى الله ما دووم عليه، وإن قل".