فلسطين أون لاين

​شبابٌ يرسمون "بسمة رمضانية"

...
غزة - فاطمة أبو حية

لأن الاهتمام بالصحة النفسية للطفل ضرورة ملحة وليس ترفًا يمكن التغاضي عنه أطلق "فريق المغازي الشبابي" مبادرة "بسمة رمضانية"، وفيها يتنقل المتطوعون في مخيم "المغازي" ليمنحوا الأطفال فرصة للخروج من ضغوط الحياة المفروضة عليهم، وليشغلوا وقتهم وفكرهم بما ينفعهم ويطوّر شخصياتهم.

خدماتٌ نفسية

عن "فريق المغازي الشبابي" يقول العضو فيه زهير ملاخة: "الفريق عبارة عن مجموعة من الخريجين، وهم نشطاء في المجتمع ولهم حضور في العديد من المؤسسات بمخيم المغازي، وقد جاء تكوين هذا الفريق لتنظيم عمل أعضائه، وجدولة الأعمال بشكل مخطط وهادف وجماعي يستفيد منه أبناء المخيم".

ويضيف في حديثه لـ"فلسطين": "الفكرة التي انطلقنا منها هي تكوين فريق شبابي من المختصين النفسيين والتنمويين والتربويين، يرمي إلى تقديم الخدمات النفسية والتثقيفية والتربوية والتوعوية للفئات جميعًا، كالطلاب، وأولياء الأمور، والمرضى، وكبار السن، والشباب، والتشبيك مع مؤسسات المخيم لتحقيق ذلك".

يتابع ملاخة: "نظم العمل في مطلع هذا العام، على أن يعمل كل عضو أو اثنان بشكل منفصل مع المدارس والعيادات والمؤسسات، ووضعت خطة كاملة تضم مجموعة من المبادرات والأنشطة الدائمة، كان منها لقاءات توعوية وتربوية لأولياء الأمور في المخيم، وثلاثة لقاءات شبابية على شكل ورش عمل تحت عنواني: (نسمعكم وتسمعوننا) و(نسمع بعض)".

وعن النشاط الرمضاني للفريق يتحدث: "أطلقنا مبادرة خاصة بالدعم النفسي للأطفال، أسميناها "بسمة رمضانية"، وترمي إلى إخراج الأطفال من بيئة الملل والروتين، ورسم البسمة على وجوههم بالأنشطة وأجواء الفرح والمرح".

اختير شهر رمضان موعدًا لإطلاق "بسمة رمضانية" لعوامل متعددة، منها خصوصية الشهر والضغط الذي يعيش تحته كل من الطفل والأهل فيه، ولكون الأطفال في الإجازة الصيفية ووقت فراغهم كبير، بحسب قول ملاخة.

يضيف: "نسعى إلى إشغال عقل الطفل بما يلائم اهتماماته، وذلك باللعب ورؤية الدمى والتفاعل مع الأناشيد، والمسابقات البسيطة التي يبذل فيها الطفل جهدًا، مثل: نفخ البالون والرقص مع الدمى".

ويتابع: "هذه الأنشطة كفيلة أن تُدخل الطفل في أجواء جديدة، وأن تشعره بتغيير في حالته الذهنية والنفسية، وأن تربط عقله بصور شائقة وجذابة تشغل تفكيره وحواسه".

تفاعل إيجابي

يضم الفريق أربع متطوعات مسؤولات عن الجانب التربوي والتنشيطي، وثلاثة متطوعين متخصصين في الصحة النفسية والتنمية البشرية وتنشيط الفئات الخاصة، إضافة إلى مساندين وداعمين لتنفيذ الأنشطة ومتابعتها.

ويلفت ملاخة إلى أن العمل في الفريق تطوعي، أما الدمى والألعاب فمنها ما يستعار من بعض الجهات أو الأشخاص، ومنها ما يوفره أعضاء الفريق على نفقتهم.

ويشير إلى أن الفريق يزور "الحارات" التي سينفذ النشاط فيها، لاختيار أماكن واسعة ومركزية لتجمع الأطفال، مع الحرص على توافر شروط الأمن والسلامة في تلك المناطق، كأن تكون بعيدة عن حركة السيارات.

في الفعاليات يتفاعل الأطفال وذووهم مع الفريق، ويكون تفاعل الأهالي "رائعًا وإيجابيًّا"، بحسب وصف ملاخة، يقول: "وجدنا اهتمامًا كبيرًا من الأهالي، وعندما نصل إلى المنطقة التي سننفذ فيها نشاطنا نجد عشرات الأطفال، ومعهم أهلهم، وقد جهزوهم للنشاط كأنهم في يوم عيد، وهذا يجعل الطفل مستعدًّا للفرح، ومن أشكال تفاعل الأهالي أنهم يشاركون في توزيع الحلوى والهدايا على الأطفال".

عندما يصل الفريق إلى المكان الذي أعلن تنفيذ الفعالية فيه يكون الأطفال قد احتشدوا فيه منتظرين المشاركة في الألعاب، وعن ذلك يتحدث ملاخة: "هذا التفاعل يعطينا مؤشرًا على حالة الضغط والكبت الموجودة عند الطفل"، لافتًا إلى أن اختيار الألعاب لا يكون عشوائيًّا، وإنما بشكل علمي لتناسب الأطفال وتحقق الأهداف التي يسعى إليها الفريق.

يقول ملاخة: "الدعم النفسي للطفل من أهم الأشياء التي تثري الإنسان وتساهم في رقيه وتطوير شخصيته، والحفاظ على سلامته من أي اضطراب نفسي أو صحي".

ويضيف: "عندما يكون الطفل في حالة من الرضا والشعور بالأمان والنشاط، والبعد عن ضجيج المشاكل والتأثر السلبي بضغوط الحياة وضغوط الكبار؛ يكون أكثر أمنًا وسلامة، ويعيش طفولته على الوجه المطلوب، وهذا يؤثر في جوانب شخصيته الاجتماعية والعاطفية والانفعالية ومستوى ذكائه وصفاته وطباعه".

يتابع: "لذلك لابد من الحرص دومًا على التخفيف عن أطفالنا، ورسم الحب والفرح في قلوبهم بالوسائل البسيطة، مثل: معايشتهم وملاطفتهم واللعب معهم".