فلسطين أون لاين

​مع الأحداث الساخنة وداعًا "لمّة" المائدة

...
رامي العمصي
غزة - شيماء العمصي

في الوقت الذي يتشوق فيه المسلمون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي إلى استقبال شهر رمضان الكريم، ليجلسوا مع ذويهم حول مائدة الإفطار؛ هناك جنود مجهولون منعهم الواجب من أن يجتمعوا مع أهليهم حول مائدة الإفطار، ولعل أكثر أولئك المحرومين التقاء أهلهم هم أصحاب السلطة الرابعة، إنهم الصحفيون.

ولعل العاملين في إذاعات الوطن هم الفئة الأكثر الذين يحتم عليهم عملهم الإفطار في شهر رمضان على أجهزة البث المباشر، لمواكبة كل ما هو جديد.

المخرج في إذاعة صوت الأقصى رامي العمصي يقول: "أعمل في الإذاعة منذ عام 2006م حتى هذه اللحظة, كنت في بداية الأمر مخرجًا، أما الآن فأنا رئيس قسم الإخراج".

يتابع حديثه: "نظام الدوام ليس بنظام إداري، إنما هو نظام "شيفتات" (صباحي, ومسائي), وطبيعة العمل بالإذاعة تتطلب من الموظفين العمل يومين مساء، وباقي الأيام صباحًا".

ويكمل لـ"فلسطين": "كما تعلمون نحن في شهر رمضان المبارك, لا يوجد زوجة أو أبناء يحبون أن يبقى رب البيت بعيدًا عنهم وقت الإفطار, ولكن طبيعة العمل هي التي عودت أهلي أن يتقبلوا الإفطار دوني"، مشيرًا إلى أنه في البداية يكون هناك مضايقات من استمرار الزوج بالبقاء خارج البيت, ولكن مع الأيام والسنوات يعتادون ذلك.

يضيف العمصي: "الوقت محدد لوجودنا في الإذاعة, ولكن إذا حدث طارئ نضطر إلى الإفطار خارج البيت, كما حدث معنا أيام الحروب التي شنت على قطاع غزة, اضطررنا إلى البقاء في الإذاعة ساعات طويلة من العمل, ثم الإفطار والتسحر في المكان"، مرجعًا ذلك لضغط العمل من كثافة أحداث القصف، ومؤتمرات صحفية، وتغطيات ميدانية, وأيضًا لصعوبة المواصلات في تلك الأوقات.

ويزيد: "كل موظف يتمنى الجلوس مع أسرته على مائدة متكاملة، خصوصًا في شهر رمضان لما له من أجواء رائعة", مستدركًا بقوله: "حكم العمل أوجب علينا أن نبقى خارج البيت ساعات طويلة، وأن نوفر مصدر الدخل لنقوى على الاستمرار في العيش".