فلسطين أون لاين

​اصنع لأطفالِك ذكرى في رمضان

...
غزة - حنان مطير

ترتبط الذكرى في حياتِنا بالأشخاص والأوقات والأماكن، ومن لا يملك الذكرى الجميلة فإنه فقَد الكثير من الجَمال والمشاعر الرقيقة التي يحيا عليها الكثيرون فتنعشهم بالأمل والسعادة.

ويأتي رمضان كريمًا مدة ثلاثين يومًا، سرعان ما ينتهي ويرحل تاركًا خلفَه الكثير من المشاعر الجميلة المرتبطة بأنفسِنا، وذلك الطفل الصغير الذي لم تملأ بعد ذاكرتَه الكثيرُ من المعارف وخبرات الحياة وهمومِها وظروفها المعقّدة سيكون بحالةٍ نفسيةٍ ممتازة حين يحظَى بذكرياتٍ جميلة عن شهر رمضان الفضيل، فيأتيه الشهر وهو بشوقٍ إليه كصديقٍ أو حبيب.

"فلتصنع الذكريات لأولادك في رمضان" هي رسالةٌ يوصلها اختصاصي الإرشاد والتوجيه النفسي تامر جمال لكل المُربّين الذين يحرصون على ألا يمرّ شهر رمضان الفضيل على أولادِهم مرور الكِرام، فيكون صعبًا عليهم وغير ممتعٍ.

فيقول: "الذكريات هي التي تحبب وترغب الشخص في العبادات، فلتصنع الذكرى إذًا لطفلِك، الذكرى الجميلة التي مهما كبُر فإنها تبقى راسخة في عقلِه وقلبِه ويستحضرها، لما يقترب الشهر الفضيل".

ويضيف: "كالفوانيس المزينة للبيت، كرائحة الطعام والشّراب، كصوت الأذان وقراءة القرآن المختلفة عن أي شهر، فهذه الأشياء وغيرها الكثير هي بحاجة لمن يُوجدها ويصنعها".

يتابع: "في هذا الشهر من الرائع أن يكون الأب أو المربي متغافلًا شيئًا ما عن أخطاء أولاده، فيشعر الطفل باتساع الرحمة والعطف في رمضان، وأن يكون المربي ودودًا مع أولادِه يطبطب عليهم، ويبتسم في وجههم على الدّوام".

ويواصل: "فضلًا عن لمّة العائلة وابتسامة الأسرة وتجمّعهم على سفرة واحدة، حين يصدح الأذان ويبدأ موعد الإفطار".

30 فالثلاثون يومًا هي فرصة للتقابل والاجتماع مع أذان المغرب، فلنعتذر عن الولائم المنفردة التي تُترك فيها العائلة متفرقة غير كاملة، ولنتحدث ونتناقش في تلك اللمّة، ولا داعي إلى المسلسلات التي تتركنا لا نتحدث معًا، فنكون متجمعين، لكننا لا يشعر بعضنا ببعض، وليسأل بعضنا عن بعض، ولنمدح الصغار على كل يوم يصومونَه أو كل ساعةٍ يصومونها، والحديث للاختصاصي.