انسحبت حركة فتح من الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، وقررت عدم المشاركة الميدانية، وذلك لأسباب من أهمها؛ ضرورة أن تتم الفعاليات في إطار لجنة القوى الوطنية والإسلامية.
انسحاب حركة فتح، وغيابها لم يؤثر بالسلب على زخم مسيرات يوم العودة، حيث واصلت الجماهير الفلسطينية تدفقها على خطوط الهدنة، وتحت إشراف ورعاية اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وهذا شرف عظيم للتنظيمات التي واصلت تحشيد الجماهير، وواصلت المشاركة بشكل جماعي دون كلل أو ارتخاء مفاصل.
إن استمرار فعاليات اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار لا يعفي حركة فتح من واجبها الوطني، بل يجب أن يكون محركاً للحركة لئلا تترك الساحة، وتخلي الميدان لغيرها، الذي سيملأ أفئدة وعقول الشباب الفلسطيني بأفعاله وشعاراته.
إن استمرار فعاليات اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة لا يصب في صالح حركة فتح التنظيمي، ولا يخدم مستقبل الحركة السياسي، فالغائب عن الفعل غائب عن القلب، لذلك يجب أن تحضر حركة فتح وسط الفعل الفلسطيني، وأن تفرض نفسها، وتعلن عن وجودها الميداني، إدراكاً لأهمية الحضور في ساحات المواجهة، فالذي يغيب عن الميدان سيغيب حتماً عن الوجدان، والشعب الفلسطيني لا يتمنى لحركة فتح إلا أن تكون حاضرة وجدانياً وميدانياً، وذلك من خلال تفرد حركة فتح بيوم خاص، تحتشد فيه لمسيرات العودة، يوم لحركة فتح يختلف عن بقية الأيام التي تحددها اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة.
من حق حركة فتح أن تختار الطريق التي تناسبها لمقاومة الاحتلال، ومن حق الحركة أن تغضب وأن تثور ضد الاحتلال الإسرائيلي كما تراه مناسباً، ومن حق حركة فتح قيادة العمل الوطني الميداني والمواجهة كما يناسب طاقتها، ومن حقها أن تتصدر فعاليات يوم مخصص للحركة، وتحت أي مسمى تختاره، ومن حقها أن تدعو كافة جماهير الشعب الفلسطيني لمشاركتها فعالياتها بالقرب من خطوط الهدنة، وفي مخيمات العودة.
وما أروع المنافسة في الفعل! وما أجدى التسابق على العطاء! وما أنفع تواصل مسيرات العودة بتفاخر وطني في المواجهة، وما أطهر منتصف الأسبوع حين تكون حشود مسيرات يوم العودة لحركة فتح، تظهر فيه قوتها، وقدرتها على حشد الجماهير، وأن يكون في نهاية الأسبوع يوم يخص اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة، وأن يكون التنافس في القدرة على التأثير، ورفع شأن فلسطين، وحشر العدو الإسرائيلي في زاوية الإرهاب التي تتناسب وجرائمه.
بعد يوم حركة فتح، ويوم حركة حماس والجهاد والشعبية، لا بأس أن يكون هنالك يوم جامع، يوم الوحدة الوطنية لمسيرات العودة، يوم المفاجأة للعدو الإسرائيلي، حين يتوحد الهدف، ويصير شاخص التصويب لإطلاق النار هو العدو الإسرائيلي.
هذا ليس حلماً، أو نزوة فكرية، هذه حقيقة ثورية، يجب أن تتجسد في الميادين، طالما كان الجميع عاشقاً لفلسطين.