فلسطين أون لاين

​المسجد الإبراهيمي.. عروق تنبض حياة في رمضان

...
الخليل - خاص "فلسطين"

تدبّ الحياة من جديد في عروق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية مع إقبال شهر رمضان، من خلال أعداد المرتادين الكبيرة التي تؤمّه من كافة أنحاء محافظة الخليل وعدد من المحافظات الفلسطينية الأخرى.

وعلى غير عادة الجمع والأيام التي تسبق شهر رمضان، تزدحم أروقة المسجد الإبراهيمي الداخلية والخارجية بالمرتادين من كافة المناطق، بينما يطمح كثير من النّشطاء بأن يستديم هذا الإقبال طيلة أيّام العام، بالنّظر إلى حالة الاستهداف التي يعيشها المسجد من جانب سلطات الاحتلال، من خلال عزله بالحواجز العسكرية، والتضييقات على مرتاديه، وقرار حكومة الاحتلال قبل بضعة أعوام ضمّه لما يسمّى بالتراث اليهودي.

ويتعمّد جيش الاحتلال احتجاز الشّبان والفتية من صغار السّن والتدقيق في بطاقاتهم، وإخضاعهم لعمليات تفتيش دقيقة، بينما يرى كثير من المراقبين والمتابعين أنّ وتيرة هذه الإجراءات تتراجع في ظلّ الإقبال الكبير والازدحام على أبواب المسجد، بينما يستفردون بالمارة في الأوقات التي تخلو من النّاس في المنطقة.

يقول مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة لـ"فلسطين" إنّ هناك إقبالا من جانب المواطنين على ارتياد المسجد في شهر رمضان المبارك، رغم أنّ وتيرة الإجراءات العسكرية في محيطه ما زالت على حالها.

ويضيف: المسجد هذا العام ممتلئ بالمصلين في كافة الأوقات، مبينا أنّ أعداد مصلّي الفجر تتراوح ما بين (400-500) مصلي، بينما يصل أعدادهم نحو الألف في صلاة الظهر، ويتراوح العدد في صلاة العصر ما بين (1500-2000)، ويزيد العدد عن ألف في صلاة التراويح.

ويوضح بأنّ الأرقام الموجودة تشير إلى صدق الانتماء الحقيقي المقدس للمسلمين نحو هذا المسجد في الشّهر الفضيل.

ويكشف أبو سنينة عن ترتيبات كاملة تنفذها إدارتي الأوقاف والمسجد لشهر رمضان، منها إعداد برامج التدريس واختيار المدرسين الأكفاء والأئمة والقراء لصلاة التراويح ما يساعد على التنوع الذي يحشد النّاس للصلاة في المسجد.

وفيما يتعلق بإجراءات الاحتلال، يقول أبو سنينة "الاحتلال موجود في رمضان وغيره، وهناك عمليات تفتيش دقيقة ينفذها جنود الاحتلال على كافة بوابات الحرم، ولا يُسمح لأي وافد بالدخول من هذه البوابات إلّا بالخضوع لإجراءات التفتيش الدقيق، رغم المطالبات الدائمة بتسهيل دخول النّاس، ويتذرعون دائما بالأمور الأمنية".

من جانبه، يوضح عضو لجنة الدّفاع عن الخليل هشام الشرباتي لـ"فلسطين" بأنّ الإجراءات العسكرية والحواجز العسكرية لا تراعي حرمة شهر رمضان، لافتا إلى أنّ أعداد المواطنين القادمة إلى المسجد في رمضان تجبر الاحتلال على خفض وتيرة إجراءاته في بعض الأحيان.

ويلفت إلى أنّ الجانب الرسمي الفلسطيني مطالب بالعمل على تسهيل وصول المواطنين إلى البلدة القديمة، وإزالة العوائق بشارع الشلالة أمام حركة المركبات وإعادة مواقف السيارات وخاصّة لبلدات سعير والشيوخ وبيت كاحل التي تمّ ترحيلها إلى مجمع البلدية الجديد، إضافة إلى تعزيز الأمن الفلسطيني الداخلي تجنبا لحوادث السرقة والإخلال بالقانون.

ويبين الشرباتي بأنّ هذه العوامل تساعد المسجد الإبراهيمي على الحفاظ على أعداد مرتاديه في رمضان وغيره، وبالتالي يتواجد الفلسطينيون بشكل دائم في المنطقة، الأمر الذي يواجه المستوطنين ومخططاتهم للسيطرة على هذا المسجد وتحويله إلى كنيس للمستوطنين في ظلّ سيطرتهم على الجزء الأكبر من المسجد بعد المجزرة التي نفذها المتطرف "باروخ جولدشتاين".