فلسطين أون لاين

​"الحكواتي" يجمع الأطفال حول مكتبته المتنقلة

...
غزة - فاطمة أبو حية

"مكتبة متنقلة" داخل "عربة توكتوك" مُغطاة بلوحات ذات طابع طفولي، مكتوب عليها بخطٍ واضح كلمة "الحكواتي"، هذا الحكواتي هو من يقودها، ويتنقل بها بين أماكن مختلفة لتنظيم فعاليات للأطفال، يسرد لهم الحكايا، ثم يدخل السرور إلى قلوبهم بطرقٍ أخرى.. إنه الحكواتي "فداء اللداوي" الذي وجد في شهر رمضان فرصة لتفعيل فكرته..

شخصية محبوبة

قبل شهر رمضان، كان "الحكواتي" يتجول في بعض رياض الأطفال والمدارس والمخيمات والحارات، ولكن أجواء الشهر الفضيل ساعدته في نشر الفكرة، كما يقول.

ويضيف لـ"فلسطين": "أنا أعمل في مجال الاطفال منذ 20 عامًا، كنت أعمل في إطار مؤسسات، ثم كوّنت فريقًا للعمل مع الأطفال، وفكرة (الحكواتي) كانت جزءًا من عملي"، متابعا: "أحب هذه الشخصية لأنها ذات طابع تراثي ومُحببة لدى الجميع".

يتنقل اللداوي بين أماكن مختلفة، يختارها بالتنسيق مع بعض أصدقائه ومتابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أما موعد تنفيذ النشاط فيختلف من مرة لأخرى، إما صباحا أو عصرا أو بعد صلاة التراويح.

يوضح: "أتوجه إلى المنطقة المُتفق عليها، في الموعد المحدد، فيجتمع الأطفال لمشاهدة المكتبة المتنقلة والزي التراثي الذي أرتديه".

ويشير إلى أن عدد الأطفال المشاركين في فعالياته يتراوح بين 50 إلى مائة، في كل فعالية، ويكونون من كلا الجنسين.

ويلفت اللداوي إلى أنه يختار حكايا ذات علاقة بشهر رمضان، كقصص دينية، إلى جانب ما يرويه باستمرار من قصص اجتماعية وقصص تهدف لتعديل سلوك الأطفال.

ويبين: "بطريقة سردي للقصص، يحبها الأطفال، فيطلبون مني أن أروي لهم المزيد منها، وألبي نداءهم".

يتقمص الأدوار في قصصه، ويغيّر صوته بما يتوافق مع كل شخصية يتحدث بلسانها، ويحث الأطفال على مشاركته في الأداء وتقمص شخصيات محددة تخدم القصة، وهذه الطريقة تجذب انتباههم.

ولا يكتفي بسرد الحكايا، إذ ينظم أنشطة ترفيهية أخرى للأطفال، منها الرسم على وجوههم، والغناء، وإقامة استعراضات خاصة بهم تهدف لترغيبهم في القراءة.

ويقول اللداوي: "العمل مع الأطفال ممتع جدا، ويمنحني طاقة إيجابية ويعزز في شخصيتي العديد من الصفات، مثل المحبة والمشاركة والصبر والعطاء والتطوع وقوة الملاحظة".

ويضيف: "يبادلني الأطفال المحبة، فعلى سبيل المثال، كلما دخلت البناية التي أسكن فيها، أو خرجت منها، يلتف حولي أطفال جيراني، يسألونني عن موعد تنظيم حفلة ما، أو جمعهم للعب، فأنا أنظم لهم حفلات بين الحين والآخر، وأحيي بعض المناسبات كالأعياد تحت البناية".