قال قيادان في حركة الجهاد الإسلامي، إن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة، أحيت القضية الفلسطينية وأرسلت للعالم أجمع جملة رسائل أبرزها أن الفلسطينيين ليسوا لقمة سائغة، وحجرًا يسهل إلقاؤه في أي مكان.
وأوضح القيادي في الحركة نافذ عزام، لصحيفة "فلسطين" أمس، أن مسيرة العودة والحراك الجماهيري الشعبي يهدف إلى توصيل الرسائل إلى العالم بأكمله بأن القضية الفلسطينية لن تموت وبأن "صفقة القرن" لا يمكن على الإطلاق أن تجبر الفلسطينيين على الخضوع.
وشدد عزام في أثناء مشاركته في مسيرة العودة شرق رفح في جمعة "مليونية القدس" على أن "صفقة القرن لن تنجح لأن شعبنا يشعر أنها مجحفة وأنها تأتي كصدى لخلل موازين القوى".
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني على مدى مائة عام لم يتوقف عن تقديم التضحيات وظل صامداً طوال الوقت متمسكاً بحقوقه، قائلا: "العالم كله يرى ما يجري ويعرف ما يحصل في المنطقة، هناك تعقيدات كبيرة وضغوط كبيرة تمارس وتغيرات هائلة على صعيد السياسة الدولية؛ ورغم ذلك الشعب الفلسطيني لم يتغير ولم يستسلم ولم يخضع".
وأشار إلى أن المسيرات السلمية هي أداة الشعب الفلسطيني للتعبير عن رفضه لصفقة القرن "وهي محاولة لإيصال هذا الصوت للعالم كله بأن شعبنا لا يمكن أن يبيع مواقفه ولا يمكن أن يتنازل عن حقوقه".
وذكر أن تساؤلات كثيرة تطرح على مستوى العالم حول ما تقوم به (إسرائيل)، قائلا: "هناك إدانة أوسع على مستوى العالم لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، وهناك عزلة تعيشها (إسرائيل) وأمريكيا في المحافل الدولية وفي كافة المحافل، وهذا إنجاز كبير تحقق".
وأضاف عزام: "لم نقل لحظة أن المسيرات ستعيد الحق لأصحابه غداً أو بعد غد، أو أنها ستنهي هذ الصراع أو تعيد الحقوق لأصحابها؛ لكننا قلنا إنه من الضروري أن يعبر الفلسطيني عن رفضه لصفقة القرن ورفضه لسرقة القدس وكل المشاريع التي تطرح لتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: "الشعب الفلسطيني يقوم بدوره، لكننا اليوم نطالب الأمة ونتمنى من شعوب الأمة الإسلامية دعم الشعب الفلسطيني لتكون النتائج أكبر بكثير".
كذلك شدد القيادي في الحركة د.جميل عليان، على أن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، ومشاركة أبناء الشعب الفلسطيني المستمرة فيها، قد "بددت أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمزيق مفاصل القضية الفلسطينية ومقدساتها وإعادة ترتيب المنطقة بما يخدم طموح الاحتلال الإسرائيلي ويحفظ مصالحه".
وأكد عليان في تصريحات خاصة لـ"فلسطين"، في أثناء زيارته مخيم العودة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، أمس، أن مسيرة العودة التي انطلقت منذ أكثر من سبعين يومًا جوار "السلك الزائل" شرقي القطاع، ترسل للعالم أجمع جملة رسائل أبرزها أن الفلسطينيين ليسوا لقمة سائغة، وحجرًا يسهل إلقاؤه في أي مكان.
وأضاف: "بفعل مسيرة العودة المباركة والعظيمة التي يشارك فيها مئات الآلاف، اندثرت وتلاشت المؤامرات"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يبرح المسيرة وسيواصل المشاركة فيها بما يؤكد للعالم أن لا تفريط بذرة تراب واحدة من فلسطين.
وقال: "من يعتقد أن مسيرة العودة جاءت لسد حالة الجوع والعطش في قطاع غزة، فهو واهم؛ فالشعب الفلسطيني لا ينتفض من أجل كسرة خبز أو شربة ماء، بل لاستعادة حقه السياسي والشرعي في التراب الوطني والتاريخي".
ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني يرغب في عيش كريم، وكسر الحصار عنه، ولن يقبل بأن يكون كسر الحصار تحت بند مفهوم ضيق يتمثل في إدخال شاحنات الغذاء من معبر كرم أبو سالم أو حاجز بيت حانون.
وذكر أن المطالب العريضة للشعب الفلسطيني المشارك في مسيرة العودة، تريد أن ينتهي مفهوم تركيع غزة، ومطالب تسليم سلاحها، وتركيعها لما يسمى المشيئة والرغبة الدولية.
وأثنى عليان على كافة المسيرات الشعبية التي نُظمت في بقاع دول العالم العربي والإسلامي والدول الغربية نصرة للشعب الفلسطيني وتأييدًا لمسيرة العودة، مشيرًا إلى أن ذلك يشعل الأمل في نفوس الجميع بأن النصر حتمًا آتٍ على الاحتلال.
وشدد على أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب على الأمة جمعاء، وأن القدس هي عاصمة وقلب الأمة قبل أن تكون للفلسطينيين، منوها إلى أن من لا يريد المشاركة في هذه النصرة في معركة التحرير من الأمة عليه واجب التزام الصمت دون تآمر وتواطؤ مع الاحتلال.
وأكمل: "من لا يريد أن يقف مع الحق الفلسطيني، فليرفع يده، ويقف متفرجا وليس متواطئا مع الاحتلال أو سمسارا لشراء الأراضي في القدس ومن ثم بيعها للاحتلال (..) فليتركوا الشعب الفلسطيني للمبادرة".

