فلسطين أون لاين

​أخلاق رمضان تُغرس في الطفل لآخر العمر

...
غزة - حنان مطير

قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، لابد من مراجعة أنفسِنا عمّا فعلناه مع أطفالنِا في هذا الشهر، هل تركناهم وشأنهم في كل أمورِهم بلا نظام يضمن اغتنام الشهر على أفضل وجه أم غرسنا بداخلهم بعض الاخلاق الحميدة التي تكبر في الطفل كلما كبر؟

هناك بعض الأخلاق العظيمة والبسيطة التي تزداد في شهر رمضان ويسعى الناس للالتزام بها لما لرمضان من فضلٍ على المسلمين، ولما يخفيه من ثوابٍ وذلك وفقا لما قال الله تعالى في الحديث القدسي:" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

فرمضان ليس شهرًا للجوع فنصوم فيه عن الطعام والشراب فقط، إنما هو فرصة عظيمة لكسب الحسنات، وهنا وجب على الأهل تمهيد الطريق لأطفالهم نحو نيل تلك الحسنات لتكون سهلة الحصول في المستقبل عند التكليف.

الأخصائية النفسية والإكلينيكية أ. عايدة كساب تضع بعضًا من الأهداف التي يجب أن يعتاد عليها الطفل بمرونةٍ وتسلسل والتي يمكن أن تُضمّ في جدولٍ خاص ويتم إلصاقه على جدار البيت أو غرفة الأطفال الخاصة، وهي كالتالي:

أولاً: الصيام: فإن صام الطفل ليومٍ كاملٍ أو لبضع ساعاتٍ تم تحديدها له وفق قدراتِه فإنه يحصل على علامة صح، أو وجه مبتسم أو أي شيء يمكن أن يُسعده مقابل كل يوم يصومه.

ثانيًا: الصلاة في وقتها: فشهر رمضان فرصة عظيمة ليتدرب الطفل على الصلاة في وقتها دون تأخير، وكلما كان الوالدان قدوةً كانت النتيجة أعظم، وهذا لن يكون إلا بتشجيع الطفل وتقديره دون البخل عليه في الثناء مقابل كل فرضٍ يؤدّيه.

ثالثًا: أذكار الصباح والمساء: من الجميل توضيح فوائد الأذكار وعظيم أجرِها عند الله فهي ستشجع الطفل على الاستمرار وستصبح نهجًا له، وإن تأخّر عنها فلا بأس، المهم أن يعتاد على قولِها.

رابعًا: قراءة القرآن الكريم: حين يسمع الطفل والديه يقرآن القرآن الكريم بصوتٍ جميل فإنه سيتحمّس لتقليديهما، وهنا تبرز أهمية القدوة الحسنة، وليس بالضرورة أن يقرأ الطفل عددً كبيرًا من الصفحات إنما العبرة في المواصلة، ولا داعي لأن يقرأ في أوج جوعِه أو عطشِه فالأفضل انتقاء الأوقات التي يكون فيها قادرًا على القراءة كفترة ما بعد السحور.

خامسًا: صلة الرحم: ففي شهر رمضان تكثر الزيارات بين الأقارب والجيران، ومن الرائع أن يُعلّم الوالدان أطفالهما بأن تلك الزيارات هي "صلة رحم" وإن لم تختلف عن أي زيارة، وأنّ فيها كسب للأجر والثواب وأنها تؤدي للتآلف والتوادّ بين القلوب، فينشأ الطفل صالحًا وقد تغلغل ذلك الخلق في عقله وقلبِه.

سادسًا: الصدقة: في شهر رمضان تكثر الصدقات، ولن يضرّنا شيء أن نعوّد الطفل على أن يقدّم الصدقة بنفسِه وننبهه أن يخفيها عمّن حولَه، وأن نشجعه على الادّخار في صندوق صدقة، حبذا لو لوّنه بيديه وجهزه قبل رمضان، ليخرج منه كل يوم أو بضعة أيام صدقة مع تعليمه معناها وأهميتها وكمية السعادة التي تعود على المسلم بها.

سابعًا: إفطار الصائم: بحيث يدفع الوالدان الطفل لتقديم الطعام أو العصير للجيران أو الأقارب أو المحتاجين، أو سقية المارة في الشارع.

ثامنًا: يمكن أن يكون من ضمن الأنشطة أدعية بسيطة وسهلة يتعلمها الطفل في رمضان و نعلمه أن يدعو بها في كل وقت يُتوقع فيها استجابة الدعاء.