فلسطين أون لاين

في رمضان..

الرزق قليل لكن أجواؤه ممتعة

...
غزة/ هدى الدلو:

يصدح المؤذن مكبرًا بأذان المغرب، ويكون طعام الإفطار مجهزًا فلا مجال للتأخير، فقد حان وقت العمل، يكسر صيامه بالكأس من الماء، والقليل من الطعام، ويتوجه مسرعًا نحو عربته، ليجهزها ويضع عليها ثلاجات البراد والبوظة، ويطلق العنان لسماعة العربة التي أُسكتت طيلة نهار رمضان، لتغني للأطفال وتجذبهم نحوها: "بيب.. بيب.. سيارة بوظة عم بتنادي، بيب بيب.. زمورا بتحكي حادي وبادي، بيب بيب.. أنا عندي قصة حلوة صغيرة.. بيب بيب.. أحكيها لبناتي وأولادي"، ويبدأ جولته في الشوارع يصول ويجول بعربته التي تزينت بالإضاءة الملونة والألوان.

محمد أبو محروقة يعمل على عربة بوظة، قال لـ"فلسطين": "العمل في رمضان مختلف عن العمل في الأيام العادية، ففي رمضان من الصعب العمل خلال نهار رمضان، فبعض الأطفال صائمون، والكثير منهم يؤجل مصروفه اليومي إلى بعد طعام الإفطار، ليعيشوا أجواء رمضان".

وأضاف: "أتناول بعض اللقيمات التي أكسر بها صيامي وأخرج على عجالة من أمري، فالليل قصير، ولا أكاد خلال الساعات القليلة من بعد الإفطار حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل أحصّل قوت يومي واحتياجات أطفالي".

ولفت أبو محروقة إلى أن الجميل بالعمل في شهر رمضان أنه يعيش مع الأطفال أجواء هذا الشهر الفضيل، ليعود بذاكرته لذكريات طفولته في رمضان، وهم يلعبون بالفوانيس الرمضانية والألعاب النارية.

وفي أثناء تجوله في شوارع القطاع يبتسم من أفعال الأطفال وبراءتهم، فمنهم من يرقص أمام السيارة، وآخرون يلحقون بها، ويعود إلى البيت مع منتصف الليل، مراعاة لمن يريد النوم والراحة.