فلسطين أون لاين

في البرازيل

اختفاء صوت المؤذن يقتل الشعائر الدينية

...
​البرازيل- غزة/ نسمة حمتو:

في البرازيل تبدو الأجواء الرمضانية منعدمة تمامًا، خاصة في الأماكن التي لا تنتشر فيها الجاليات المسلمة، ويضطر المغتربون هناك إلى صنع طقوس خاصة بهم في شهر رمضان للشعور بفرحة هذا الشهر الكريم، لكن عدم وجود جمعات رمضانية أو مساجد تصدح بصوت الأذان فيها يجعلها قاتمة جدًّا في هذا الشهر، وكأنه لم يحدث أي جديد على الناس.

البعد المكاني

تقول نوران عويس إحدى الفلسطينيات المقيمات في البرازيل: "لا يوجد أجواء هنا لشهر رمضان، يا للأسف!، حتى لا يوجد أحبال زينة أو فوانيس نستطيع اشتراءها من أجل تزيين منازلنا، وتحديدًا حيث أعيش، فهنا أعداد قليلة من المسلمين على عكس الدول الأوربية التي يوجد فيها الجاليات الفلسطينية بشكل كبير، وهو ما يساعدهم على خلق أجواء رمضانية جميلة رغم بعد المكان عن أهلهم وأحبتهم".

وتضيف عويس: "نحاول قدر الإمكان المحافظة على الأجواء الرمضانية في المنزل، خاصة وقت الإفطار، فنصنع المشروبات الرمضانية التي تباع في المحال التجارية الكبرى هنا، ولكن عدم وجود مساجد في هذه المنطقة يمنعنا من إقامة صلاة التراويح وقيام الليل، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، إذ تجتاحنا رغبة شديدة في الصلاة بالمسجد".

تتابع حديثها: "العادات الجارية هنا هي تناول الشوربة مع التمر والمياه أو اللبن ثم صلاة المغرب والتراويح، وبعد الصلاة يوضع الطعام على المائدة على عكس أجواء غزة، فقد اعتدنا هناك تناول الطعام مباشرة بعد أذان المغرب".

جو إيماني

تكمل عويس قولها: "فيما يتعلق بالروحانيات نحاول خلق جو إيماني في المنزل بصلاة المغرب والتراويح جماعة، ولكن هذا لا يغني أبدًا عن المساجد التي كانت تعج بأصوات المصلين، فزينة رمضان هي الروحانيات والصلاة".

وتمضي بالقول: "لا يوجد هنا مسحراتي يغني أو يوقظنا على صوته، نعتمد فقط على صوت المنبه للاستيقاظ وتناول وجبة السحور، هنا الأجواء شبه معدومة ويتساوى فيها شهر رمضان والأشهر العادية، نتمنى أن يكون العام المقبل مختلفًا تمامًا بجمعة الأهل والأصدقاء".

الأكلات المفضلة

يحاول المسلمون في البرازيل إعداد الأكلات المفضلة لهم في شهر رمضان تحديدًا، وهم يفضلون تنويع الأطعمة على السفرة، خاصة بعد ساعات صيام طويلة تزيد على 17 ساعة في اليوم.

تقول عويس: "منذ بداية رمضان نحرص على إعداد الكثير من الأكلات المفضلة لنا التي كانت والدتي تعدها لنا على مائدة الطعام، صحيح أن الكثير من الأطعمة غير متوافرة هنا، ولكن نحاول إيجاد بدائل لها".

وتتابع: "كأجواء غزة نصنع المحاشي والأرز بالخضار والدجاج الحراري وغيرها من الأكلات التي اعتدنا، وجودي مع عائلة زوجي هنا جميل، ولكن وجودي في بلد غير مسلم جعل الأجواء نوعًا ما مختلفة عن الدول العربية".

تضيف: "ونحافظ على طقس مهم من طقوس مائدة رمضان الغزية بإعداد الشوربة التي تعد طبقًا رئيسًا في غزة، إضافة إلى أنواع مختلفة من التمور والفواكه المجففة".