فلسطين أون لاين

كيف تجعل صيام طفلك أول مرة مميزًا؟

...
غزة/ صفاء عاشور:

صيام الطفل أول مرة حدث هام، إذ تكثر فيه الأسئلة وطلب المعلومات عن كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الصيام، وتجربة مميزة من شأنها _إذا راعى فيها الأهل مجاراة الطفل في طلباته وعدم الضغط عليه_ أن تكون تجربة لا يمكن للطفل نسيانها حتى بعد كبره.

اختصاصي الصحة النفسية والاجتماعية أحمد حمد بين أن إدراك الطفل الصيام يبدأ من سن السادسة، إذ يبدأ طرح التساؤلات المختلفة عن طبيعة الصيام، ولماذا فرض على المسلمين، وغيرها من الأسئلة.

وذكر في حديث لـ"فلسطين" أن الأطفال رغم تساؤلاتهم لا يجوز إجبارهم على الصيام وتحمل تبعاته من السحور والصيام طوال النهار، إضافة إلى الصلاة وأداء صلاة التراويح، وغيرها من العبادات التي يقوم بها المسلم الكبير.

وقال حمد: "على الأهل في هذه الحالة تعريف الأطفال شيئًا عن كل شيء يخص شهر رمضان، ومحاولة شرح الصيام بأمور بسيطة قريبة من عقولهم، مثل: قراءة قصص أو مشاهدة أفلام كارتون، تشرح موضوع الصيام في إطار مبسط".

وأضاف: "الصيام الحقيقي للطفل يمكن أن يبدأ بعد عشر سنوات، مع مراعاة البنية الجسدية والنفسية للطفل، ومع ذلك لا يمكن إهمال أهمية أول يوم يصوم فيه الطفل في رمضان، لأن ذلك اليوم سيبقى في ذاكرة الطفل حتى يشيخ".

وأشار حمد إلى أن الانطباع الأول عن صيام أول يوم في رمضان هو ما سيبقى عند الطفل، لذلك يجب أن يبدأ الأهل معه بتعزيز مفهوم الساعة، أي تحديد مواعيد معينة: ساعات محددة للصيام أو العبادات التي يقوم بها.

وأكد أنه بالحكمة، والمحبة، والموعظة، والتفاهم والحديث مع الطفل عن طقوس شهر رمضان يبدأ الأهل ترسيخ مفهوم الصيام الصحيح لدى الطفل، مع تأكيد مبدأ الحوار والتفاهم معه بعيدًا عن إجباره والضغط عليه، مشددًا على أهمية عدم مقارنة الطفل بالآخرين في موضوع الصيام حتى لا يصاب بالإحباط.

ولفت حمد إلى إمكانية السماح للطفل بشرب الماء أو تناول بعض الطعام، خاصة أن الطفل لا يقوم بشروط العبادات كاملة، فمن الصعب إلزامه بالصيام، وهي عبادة صعبة عليه، لذلك يجب اللجوء إلى الحوار والتدبر والتفكر عند التعامل مع الطفل بخصوصها.

وذكر أنه يجب الحديث مع الطفل بخصوص معايشته أجواء رمضان بدءًا من السحور حتى صلاة الفجر، وكل شيء يقوم به في نهار رمضان من قراءة القرآن وغيرها من العبادات، مع توضيح المقاصد من ورائها حتى تصبح قناعة راسخة لديه.

وبين حمد أنه يمكن للأهل بتعويد الطفل الصيام بالتدريج ترويض شخصيته، بمنع الطفل من بعض الأمور، وتعريفه أنه ليس مسموحًا له بكل شيء، مشيرًا إلى أن الصيام يزيد ثقته في نفسه أمام الصغار والكبار.