فلسطين أون لاين

​رمضان يفتح أبوابًا للرزق في غزة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بخطوات سريعة متقنة يرتب الفتى خميس البنا حزم الجرجير والبصل الأخضر والنعناع على بسطته الصغيرة المؤلفة من لوح خشبي واحد، محاولًا تسويق بضاعته قبيل رفع أذان المغرب وحلول موعد الإفطار في منزله عائلته.

البنا (16 عامًا) واحد من بين مئات الفتية والشبان الذين يتخذون أيام شهر رمضان فرصة لكسب بعض الرزق وتأمين قوتهم اليومي ومصاريف عائلاتهم، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في قطاع غزة المفروض عليه حصار إسرائيلي مشدد منذ ما يقارب 12 عامًا.

ويعمد البنا إلى مد بسطته عند أحد مفارق الطريق الرئيسة غرب مدينة غزة، لبيع أصناف من الخضار التي يكثر طلب الصائمين عليها خلال أيام رمضان، إذ يواظب منذ ثلاث سنوات على استغلال الشهر الفضل في مساعدة عائلته التي تكتوي بنار الظروف القاسية.

وبعدما فرغ البنا من موجة مناداة على بضاعته: "قرب يا كبير عندنا فجل وبصل وجرجير"، قال لصحيفة "فلسطين": "أحاول اغتنام هذه الأيام لتحصيل بعض المال، الذي يعين عائلتي على توفير مستلزمات رمضان، وكذلك تكاليف عيد الفطر القادم، دفعني إلى هذا الوضع الصعب وانعدام مصادر الدخل".

أما الشاب محمد النتيل الذي يتخذ في مدخل سوق الشيخ رضوان مكانًا لبسطته التي يبيع عليها أصنافًا من العصائر الباردة، فعبر عن رضاه عن مستوى البيع في نهار رمضان، رغم أن معدلات الربح تراجعت عما كانت عليه في السنوات الماضية، نتيجة لاشتداد قيود الحصار على سكان القطاع الساحلي.

ويبدأ عمل النتيل، الذي أنهى دراسته الجامعية بدرجة البكالوريوس منذ خمس سنوات دون أن يتمكن من الحصول على فرصة عمل تعيل عائلته المؤلفة من سبعة أفراد؛ من الساعة الثانية عشرة ظهرًا بعدما ينهي تجهيز العصائر البادرة (الكركديه، والتمر الهندي، وعرق السوس، وعصائر طبيعية أخرى) في منزله، قبل أن يصطحبها معه على عربته المتنقلة للبيع.

يقول: "بعد أكثر من ثماني ساعات عمل متواصلة يوميًّا نصفها تحت أشعة الشمس أستطيع أن أجمع نحو 20 شيكلًا، يذهب نصفها لشراء مكعبات الثلاجة، التي تضمن الحفاظ على برودة العصائر في ظل انقطاع الكهرباء داخل المنزل، والنصف أخصصه لتوفير احتياجات رمضان للعائلة قدر المستطاع".

ويعد النتيل أيام شهر رمضان فرصة موسمية يترقبها الشبان العاطلون عن العمل بهدف كسب الرزق من بيع المنتجات التي تجذب الصائم خلال شهر الصيام، مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء عمله في بيع العصائر يعود ليمارس عمله الشاق في مجال البناء والإعمار في غزة، وكل ذلك في سبيل تأمين حياة كريمة له ولعائلته.

وفي أزقة سوق الزاوية القديمة وسط مدينة غزة يتجول الشاب محمد البربري في أركان السوق، محاولًا بيع رقائق السمبوسك، إحدى المقبلات الرئيسة على مائدة الإفطار، التي يزيد إقبال المواطنين عليها خلال شهر رمضان.

يقول البربري لصحيفة "فلسطين": "يفتح لي شهر رمضان بابًا للرزق وكسب الأموال التي تعيلني على توفير أدنى احتياجات عائلتي، رغم ما يتسبب لي العمل في نهار رمضان الحار والتجول على قدمي ساعات طويلة من أتعاب لا أكاد أحتملها، ولكن لقمة العيش صعبة، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله".

ويبين أنه لجأ إلى بيع رقائق السمبوسك بسبب عدم توافر مصدر دخل مالي له يساعد على تلبية احتياجات عائلته المكونة من ستة أفراد، مشيرًا إلى أن ابنه الأكبر يساعد في توفير مصروف البيت آخر النهار بعمله أجيرًا لدى أحد المحال المتخصصة في بيع القطائف وحلويات رمضان بأنواعها.