فلسطين أون لاين

​في اليونان لا طعم لشهر رمضان

...
اليونان / غزة - نسمة حمتو

في شهر رمضان الكريم تكون الأجواء جميلة، تبدأ من ساعة السحور وصوت المسحراتي يصدح بصوته الندي في أحياء مدينة غزة، يمسك بطبلته التي يدقها كي يوقظ الناس ساعة السحور، وتنتهي بصلاة التراويح وقيام الليل في المسجد وجمعة الأهل بعدها لقراءة القرآن، هذا هو الوجه الحقيقي لرمضان، ولكن في الغربة يفتقد الشباب هذه الأجواء؛ فهم بصعوبة يستطيعون الاجتماع مع أصدقائهم من أجل تناول وجبة الإفطار.

أجواء معدومة

قال أحمد العقاد أحد المقيمين في اليونان: "هنا نعيش في مجتمع غير إسلامي، لذا الأجواء الرمضانية غير موجودة أو بمعنى آخر معدومة تقريبًا، ولكننا نحاول قدر الإمكان أن نخلق أجواء مثل التي ألفنا داخل مجتمعنا وبلادنا مع أهلنا".

وأضاف: "تبقى هذه الأجواء التي نحرص على صنعها في رمضان دائمًا بسيطة ولا يغلب عليها الطابع الرمضاني البحت، هناك نفتقد جمعة الأهل والأحبة والأصدقاء، ونفتقد مأكولات أمهاتنا".

أما عن الإفطار الجماعي في اليونان فتحدث العقاد: "أكاد أجزم أن هذه الإفطارات تقريبًا معدومة بشكل كبير، وذلك لعدة أسباب، أولها عدم توفير الإمكانات اللازمة من أجل عمل إفطار جماعي".

ومضى بالقول: "في بعض الأحيان ينظم الأصدقاء والمعارف بعض الإفطارات، وقد يكون هذا النوع من الإفطار بشكل خجول جدًّا لا يصل إلى الجمعات الرمضانية في بعض الدول الأوروبية، ففي بعض الدول هناك مساحة مخصصة للإفطارات الجامعية، خاصة بين الجالية العربية والإسلامية في هذه البلدان، ولكننا هنا نفتقد هذا النوع من الإفطارات".

صلاة التراويح

وفيما يتعلق بالروحانيات وإقامة صلاة التراويح في المساجد قال العقاد: "في المنطقة التي أعيش فيها يوجد مسجد صغير أو بمعنى آخر مصلى تقام فيه الفروض الخمس، أما التراويح فتقام يوميًّا في حضور أعداد بسيطة فقط"، مشيرًا إلى أن بعض الشباب يفضلون إقامة الصلاة داخل بيوتهم مع أسرهم فردًا أو جماعات، لعدم وجود إقبال كبير على هذا المصلى كما المساجد العربية والإسلامية.

وأضاف: "أما فيما يتعلق بالأكلات فالكثير منها متوافر في كل الأماكن، ولكن نجد صعوبة في التنقل بين مدينة وأخرى بسبب بعد المسافة ومواعيد المواصلات، فهذه الأطعمة المتوافرة ليست كما يتوقعها بعض".

وبين أن أغلب الأطعمة التي يصنعونها بسيطة، وأن الكثير من الأكلات يفتقدونها في اليونان، حتى العصائر الرمضانية لا يكون لها طعم كما في غزة، الخروب وقمر الدين والكركديه هذه المشروبات لها طعم آخر في البلاد، حسب وصفه.

وأكمل العقاد قوله: "نعتمد غالبًا على الأشخاص ذوي الخبرة في موضوع الطهي، أو منالإنترنت، أو الاتصال بأحد الأقارب من أجل إعداد أطباق الطعام الرمضانية".

ولفت إلى أنهم في الغربة يفتقدون كل شيء جميل في شهر رمضان حتى صلاة العيد التي يجتمع فيها المسلمون بكل البلدان الإسلامية، قائلًا: "كل شيء في بلادنا أجمل بكثير، وهذه ضريبة الغربة".