فلسطين أون لاين

​أهالي الأسرى يتضامنون مع قبطان "سفينة الحرية" ويطالبون بتسليم الشهيد عويسات

...
غزة - جمال غيث

كانت صورة قبطان سفينة الحرية لكسر الحصار عن غزة "سهيل العامودي"، حاضرة بين عشرات صور الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقاد العامودي "سفينة الحرية" التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي من بحر قطاع غزة تجاه العالم الخارجي قبل أن تعترضها بحرية الاحتلال الحربية وتعتقل ركابها الـ17 حيث أخلت سبيلهم لاحقًا باستثناء "العامودي".

وحضر وائل العامودي، نجل قبطان "سفينة الحرية"، لخيمة التضامن مع الأسرى المقامة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، في محاولة منه للفت أنظار العالم والمؤسسات المعنية لوالدة المعتقل منذ يوم الثلاثاء القادم ولم يعرف مصيره حتى اللحظة.

وحاول وائل العامودي، وأفراد عائلته التواصل مع عدد من المؤسسات الحقوقية والدولية والانسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر التعرف على أوضاع والده البالغ من العمر (57 عامًا)، ولم يتلقوا حتى اللحظة أي خبر عنه ولا زال مصيره مجهولا، وفق قوله.

وتخشى عائلة العامودي، أن يصاب القبطان بأي مكروه لاسيما وأنه يعاني من أمراض عدة وضغط في الدم ومشاكل في القلب ومرض النقرس وحاجته المستمرة لتناول العلاج، داعية كافة المؤسسات المعنية للوقوف إلى جانبهم والضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراحه.

وبالقرب من العامودي، جلست والدة الأسير رائد الحج أحمد، والدموع في عينها بعد حرمانها من زيارة نجلها في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عامين.

وتشير الحج أحمد، إلى أنها صدمت مجددًا بمنعها من قبل الاحتلال الإسرائيلي من زيارة نجلها، متمنية أن يتم السماح لها بالزيارة للاطمئنان على صحته، وأن يتم ادخال احتياجاته من ملابس صيفية.

وتحاول الحج أحمد، الاطمئنان على نجلها من خلال أهالي الأسرى الذين يتمكن بعضهم من زيارة أبنائهم، داعية الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال للسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم.

واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية رائد الحج أحمد بالقرب من حاجز بيت حانون "إيرز" في الأول من تشرين أول/ أكتوبر 2004 بحجة محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وقد حكمت عليه بالسجن (20 عامًا).

إهمال طبي

وبالتزامن مع الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، نظمت جمعية واعد للأسرى والمحررين وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، للمطالبة بتسليم جثمان الأسير الشهيد عزيز عويسات، الذي استشهد في 20 أيار/ مايو الماضي نتيجة تدهور حالته الصحية بسبب تعرضه للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال.

ومنذ ذلك التاريخ ترفض سلطات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد ليتم تشييعه ودفنه.

وطالب مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل أحرار وشرفاء العالم والمؤسسات والمنظمات الحقوقية والانسانية بالالتفات إلى معاناة الأسرى والوقوف إلى جانبهم، والضغط على سلطات الاحتلال لتسليم جثمان الشهيد عويسات.

وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل جرائمها بحق الأسرى، في محاولة لقتلهم والنيل من عزيمتهم، كاستمرار سياسة الاهمال الطبي ومنع تقديم العلاج والرعاية الصحية المناسبة لهم وحرمان ذويهم من زيارتهم داخل السجون.

بدوره، أكد القيادي في الجبهة الشعبية وعضو لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية عطية البسيوني، أن احتجاز جثمان الأسير عويسات بمثابة جريمة حرب.

وقال البسيوني في كلمة له، إن الأسرى الفلسطينيين يخوضون معارك بطولية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحكومته اليمينين المتطرفة وإدارة السجون التي تصعد من جرائمها ضد الحركة الأسيرة وتلتف على منجزاتها التي تحققت بالنضال والدم طوال السنوات الماضية.

وأضاف: "إن قضية الأسرى الفلسطينيين قضية الكل الفلسطيني"، مشددًا على ضرورة دعمهم وإسنادهم في معاركهم المتواصلة مع الاحتلال الإسرائيلي، محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.

من جانبه، قال عضو الدائرة الإعلامية في مؤسسة مهجة القدس ياسر صالح، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة أكثر من مركبة بحق الأسير عويسات، فقام بتعذيبه واتبع سياسة الاهمال الطبي بحقه واحتجز جثمانه.

وأضاف: "إن الأسير الشهيد عويسات نموذج من النماذج المتكررة التي يواصل الاحتلال ارتكابها بحق شعبنا داخل وخارج السجون"، مطالبًا المؤسسات الدولية بعدم إدارة الظهر لحقوق شعبنا الفلسطيني والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه.