فلسطين أون لاين

​"الفيتو" الأمريكي.. دعم لـ(إسرائيل) وعداء للقضية الفلسطينية

...
مجلس الأمن (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

لم يكن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار كويتي قدم لمجلس الأمن الدولي، يدعو لتوفير حماية دولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة الأول ضد القضية الفلسطينية.

لتكون هذه المرة رقم (44) الذي تستخدم فيه واشنطن "الفيتو" في إحباط قرارات مجلس الأمن تتعلق بالحقوق الفلسطينية، وذلك في سياسة واضحة ضد القضية الفلسطينية، ودعم صريح للاحتلال الإسرائيلي وشرعنة لجرائمه، وفق ما يقول محللان سياسيان.

ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل تقدّمت بمشروع قرار مضاد يدعو إلى إدانة حركة "حماس"، غير أنّها فشلت في تمريره بعد أن امتنعت 11 دولة عن التصويت عليه، وعارضته ثلاث دول.

معركة بمجلس الأمن

ويقول السفير الفلسطيني السابق، د. ربحي حلوم، إنها ليست المرة الأولى التي تستخدم واشنطن حق النقض "الفيتو" في معركتها ضد الشعب الفلسطيني، لكن الإدارة الحالية، الأشرس والأكثر اندفاعا من سابقاتها في عداء الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأضاف حلوم عبر الهاتف لصحيفة "فلسطين"، "أن أمريكا اتخذت مواقف متقدمة على الاحتلال في عداء الشعب الفلسطيني، وأن هذا الموقف العدائي الصارخ والسافر تجلى ليس في منع صدور قرار يدعو لحماية الشعب الفلسطيني فقط، وإنما في تحميل الفلسطينيين مسؤولية ما يحصل من اعتداءات إسرائيلية.

ولفت إلى أن هذا الموقف الأمريكي يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية التي يمارسها منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم.

واعتبر أن الموقف العدائي الأمريكي جرس إنذار أخير للأمة العربية، بأن عليها اتخاذ قرارات لمواجهة هذا العدو المتغطرس الذي سبق الاحتلال في عدائه، وأن ترتقي مواقف الأنظمة العربية في مستوى العداء الأمريكي المتمثل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، بالعمل على طرد سفراء أمريكا من كافة البلاد العربية.

وبين أن أمريكا تسلحت بالأعداء بموقفها، في ظل تخاذل عربي لنصرة الشعب الفلسطيني باستثناء الكويت، فضلا عن موقف السلطة ذاتها الذي لا يزيد عن الأنظمة العربية، مستدركا: "لو لم يكن موقف السلطة التي أوجدت أوسلو والتنسيق الأمني، لما تجرأت أمريكا على هذا العداء".

ونبه إلى ما جرى في جلسة التصويت في مجلس الأمن على المشروع الذي تقدمت به الكويت، والذي عارضته أمريكا فقط، يؤشر أن هناك عزلة تلحق بأمريكا، وأن رئيسها دونالد ترامب سيسقط وسيسجل التاريخ أنه عادى كل شعوب العالم وليس الشعب الفلسطيني فقط.

سقوط الأقنعة

من جهته، اعتبر المحلل السياسي سامر أبو العنين، استخدم واشنطن "الفيتو" أسقط آخر قناع عن وجه الإدارة الأمريكية بموقفها المعادي للقضية الفلسطينية، فهي تقول لا لحماية الشعب الفلسطيني، ونعم لكل ما يفعله الاحتلال من جرائم.

وقال أبو العنين عبر الهاتف لصحيفة "فلسطين": إنه لا يمكن التعويل على الموقف الأمريكي في أية عملية تسوية، باعتبار أن أمريكا تتبنى الموقف الإسرائيلي كاملا، مشيرًا إلى كلمة السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هيلي، والتي تحدثت وكأنها سفيرة الاحتلال وليس واشنطن.

وأضاف أن المنظمة الأممية تنظر للولايات المتحدة على أنها عنصر عدم استقرار فيها، نتيجة الابتزاز الذي تمارسه بحقها عبر الدعم المالي.

وبين أن دول العالم التي كانت مؤيدة للولايات المتحدة امتنع بعضها عن التصويت، وبعضها أيد مشروع القرار الكويتي، مما يعني أننا أمام مشهد جديد في معارضة الإدارة الأمريكية.

ولفت المحلل السياسي، إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك أن واشنطن لم تعد وسيطا لعملية (السلام) في المنطقة، وفقدت مصداقيتها عندما تتحدث عن "حل الدولتين".

وبشأن عزم الكويت تحويل المشروع للجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح أبو العنين أن هذا الأمر مهم، خاصة إن تم حسم الأصوات لصالح المشروع، مما سيوصل رسالة أن مسار الأمم المتحدة لا يجب أن يستمر على هذا النحو.

وذكر أن المشروع رغم أنه سيأخذ وقتا بالجمعية العامة، إلا أنه سيظهر كل الدول الكبرى التي أوهمت العالم بأنها غير قادرة على صناعة الاستقرار بالمنطقة وأنه لا بد من إعادة ترتيب المشهد.

وتدرس الكويت إحالة مشروع القرار الذي عرقلت الولايات المتحدة تمريره بشأن تأمين حماية دولية للفلسطينيين إلى الجمعية العامة بالمنظمة الأممية.