فلسطين أون لاين

​عقوبات غزة تسلب "المخللات" عن موائد رمضان

...
غزة - نور الدين صالح

كانت عائلة محمد داود (35 عاماً) تتجمع على مائدة إفطار رمضان في كل عام، وتتزين بعدد من الأصناف الغذائية، وأبرزها "المخللات"، كونهم يحرصون على تواجدها يومياً طيلة أيام الشهر.

هذا العام كان مختلفاً عن سابقه بالنسبة للمواطن داود، لتفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مما جعله غير قادر على جلب كل ما تشتهيه العائلة، وبالكاد يستطيع توفير المتطلبات الأساسية لبيته.

داود هو أحد موظفي السلطة الذين طالتهم الخصومات التي فرضها عباس عليهم، يقول: إن "عدم تلقيهم الرواتب، ضاعف من الأزمات المعيشية والاقتصادية التي حلّت بهم".

ورغم حبه الشديد وعائلته لصنف "المخللات"، إلا أنه استغنى عنه هذا العام، نظراً لهذه الظروف الصعبة، علماً أن سعرها رخيص جداً، ولا يتجاوز الكيلو الواحد منها الخمسة شواقل.

وتُعد المخللات من أهم الأصناف التي اعتاد على شرائها الغزيين طيلة شهر رمضان المبارك، سيّما أنها تشتمل على عدة أنواع مثل "الفلفل والخيار والمخلل، وغيرها من الأنواع الأخرى".

هكذا كان الحال لدى المواطن علاء زكي ( 37 عاماً) الذي بالكاد يستطيع توفير المكونات الأساسية لعائلته، نتيجة الظروف التي تعصف بقطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من 12 عاماً.

ويقول زكي وهو أحد موظفي قطاع غزة، إنه يعاني ظروفاً صعبة، في ظل عدم تلقيه راتبه منذ عدة شهور، مما فاقم الأزمة لديه، وأثقل كاهله، "رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، من حيث قسوة الظروف"، وفق قوله.

ويوضح زكي الذي يعيل عائلة من أربعة أفراد ويسكن في شقة بالإيجار، أن عائلته تفضل أصناف المخللات، لكّن سوء الظروف حال دون قدرته على جلبها بشكل يومي، رغم انخفاض أسعارها، وفق قوله.

ويطالب، الجهات المعنية في غزة ورام الله، بضرورة الإسراع في حل أزمات قطاع غزة، كي يتسنى لمواطنيه العيش حياة كريمة، أسوة بالضفة.

إقبال ضعيف

ويؤكد صاحب محل المخللات مصباح جبر (44 عاماً)، أن إقبال المواطنين على شراء المخللات في رمضان هذا العام "ضعيف جداً" مقارنة مع الأعوام السابقة.

ويقول جبر لمراسل صحيفة "فلسطين": إن المخللات متوفرة بشكل كبير في الأسواق الغزية، وبأسعار رخيصة ومناسبة لجميع المواطنين، معتبراً إياها من الأصناف الرئيسة التي اعتاد على شرائها المواطنين.

ويرجع أسباب عدم إقبال المواطنين، إلى سوء الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، وعدم صرف رواتب للموظفين، لافتاً إلى وجود أكثر من 20 صنفاً داخل محله، ما بين زيتون ومخلل وغيرها.

وبحسب جبر الذي يعيل أسرة مكونة من 6 أفراد، فإن سعر كيلو المخللات يصل 5 شواكل، مشيراً إلى أنه يشغّل لديه اثنين من العمال.

ويضيف وهو يعمل في مهنة بيع "المخللات" منذ أكثر من 12 عاماً: "كنت أجلب في الأعوام السابقة قرابة الـ 30 طناً من المخللات، لكن هذا العام لم أجلب سوى طنيْن، نظراً لقلة إقبال المواطنين".

ويحذر جبر، من انهيار الأسواق الغزية، جراء تواصل قطع رواتب الموظفين، وتفاقم الأوضاع المعيشية "إذا ما نزلت رواتب هذه الأيام، سيخسر التجار وقد يضطر بعضهم لإغلاق محلاته"، وفق قوله.

ويعيش سكان قطاع غزة، ظروفاً اقتصادية صعبة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من 12 عاماً، فيما زادت الأوضاع سوءاً عقب فرض السلطة الفلسطينية إجراءاتها العقابية ضدهم، مما فاقم المعاناة، والتي طالت مختلف شرائح المجتمع.