فلسطين أون لاين

"فرعتا" شبح جلعاد يلاحق موائد رمضان

...
نابلس/ خاص فلسطين:

إلى الشرق من مدينة قلقيلية قريبًا من نابلس تعيش بلدة فرعتا الفلسطينية في أيام وليالٍ عصيبة، نتيجة ممارسات الاحتلال والمستوطنين التي تلاحقهم في بيوتهم وعلى موائدهم وفي صلواتهم، ولاسيما في شهر رمضان المبارك إذ تتصاعد هجمات المستوطنين عليها.

وخلال السنوات الماضية عاشت البلدة خلال شهر رمضان المبارك تحت جملة من الاعتداءات والجرائم مصدرها إحدى البؤر الاستيطانية، التي أقيمت على أراضي القرية والقرى المجاورة، وكان يتزعمها المستوطن الصهيوني "حفات جلعاد" الذي قتله الشهيد القسامي أحمد جرار قبل أشهر.

ويصف المواطن محمد صوان أحد سكان البلدة لصحيفة "فلسطين" اعتداءات المستوطنين خلال السنوات الأخيرة بالوحشية والمرعبة، خصوصًا في شهر رمضان، إذ الانشغال بموائد الإفطار أو قيام الليل أو سبات الناس بعد السحور.

يقول: "في رمضان السنوات الماضية كان المستوطنون يعتدون قبل وقت الإفطار، وعلى رأسهم المقتول "جلعاد"، مثل: اقتحام منازل على أطراف البلدة بإطلاق النار عليها، ومحاولة حرقها وتكسير النوافذ فيها".

ويضيف صوان: "حتى النساء لم تسلم من الاعتداءات؛ فقد كان يطلق جلعاد العنان للكلاب المتوحشة للهجوم عليهن، فضلًا عن احتلال بعض المنازل واعتلاء أسطحها وتهديد أصحابها بالسيطرة عليها".

ماهر الطويل من البلدة أيضًا يتحدث لـ"فلسطين" عن أجواء رمضان في القرية تحت اعتداءات وتهديدات قطعان المستوطنين، قائلًا: "يقظة أهالي القرية حالت حتى الآن دون حدوث أي اعتداءات جديدة، مع وجود العديد من المحاولات من المستوطنين للاقتحام والاعتداء على المنازل القريبة من البؤرة الاستيطانية، لكن وجود الأهالي هناك يمنع في أغلب الأوقات جرائم قد تحصل".

ومع ذلك يقول الطويل: "الجرائم والاعتداءات تلاحقنا حتى ونحن على موائد الإفطار والسحور، وفي صلاة القيام، نتيجة التجارب السابقة مع المستوطنين المتطرفين هناك، الذين نتوقع في أي لحظة أن يقلبوا لحظات سعادتنا نكدًا، ويعكروا صفو الأجواء الرمضانية".

"تراجعت كثيرًا أعداد المصلين في صلاة التراويح بالقرية نتيجة اعتداءات المستوطنين خلال الشهور الأخيرة، ولاسيما بعد مقتل جلعاد" يقول المواطن فادي الطويل.

ويتابع: "بعض الرجال والشباب باتوا يفضلون الصلاة في البيوت، ولاسيما تلك القريبة من البؤرة الاستيطانية التي بات تسمى جلعاد، خشية استفراد المستوطنين بها، فلا يفصل بينها وبين المنازل سوى العشرات من الأمتار، والتهديد باستهداف المنازل يستمر يوميًّا".

ويذكر الطويل أن القرية خلال الشهور الأخيرة عانت فصولًا وأشكالًا عدة من هجمات المستوطنين، التي يخشى تكرارها وتصاعدها في رمضان، ومنها: اقتحامات ليلية لأطراف البلدة، وحرق سيارات، وكتابة شعارات عدائية على جدران المنازل، والاعتداء على أصحاب المنازل المتطرفة، وتحديدًا النساء والأطفال، مع اصطحاب الكلاب الشرسة والمدربة في عمليات الاقتحام هذه.

وما يزيد من تعقيدات الأمور في القرية _كما يقول الشاب الجامعي فريد صوان_ أطماع المستوطنين في البلدة، ومنها السيطرة على أحد المقامات الأثرية المقام على أراضي البلدة، ويطلق عليه اسم "أبو الجود"، فيأتون إلى "الصلاة" فيه أسبوعيًّا، ويتزامن مع هذه "الصلاة التلمودية" اعتداء على المنازل الملاصقة لهذا المقام الديني، وفي رمضان يعمدون إلى دخول البلدة برفقة قوات الاحتلال المكملة لجرائمهم.