فلسطين أون لاين

المنصات الأمنية تخويف متعمد لإفراغ الأقصى

...

القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

الامتعاض يسود مشاعر وافدي المسجد الأقصى في كل جمعة يشدون فيها الرحال إليه، والسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها حديثة العهد المنصات الأمنية المنتشرة في منطقة باب العمود التاريخية، بأرضيتها المزعجة جدًّا عند المشي عليها كونها من ألواح الصاج.

والمنصات الأمنية التي يوجد فيها جنود الاحتلال يرقبون حركة المرور بعيون فيها الحقد والرغبة في الانتقام أثارت حفيظة العديد من وافدي المسجد الأقصى، وكأنهم يسيرون في مربع أمني، ومن فوقهم أسلحة بيد جنود يضعون أصابعهم على الزناد، ويستجيبون بسرعة للقتل أمام أي طارئ دون تريث أو انتظار.

الوافد عز الدين شطارة من مدينة طولكرم قال: "جئت العام الماضي ولم أجد مثل هذه المنصات الأمنية، التي أعدها منصات للقتل المباشر، ولتسهيل مهمة الجندي في قنص من يريد، بحجة الحدث الأمني".

وأشار شطارة إلى أنها منصات مرعبة، وليست كما يقولون لحماية الجنود المدججين بالسلاح، مضيفًا: "من يريد الحماية المواطن الغلبان لا الجندي المدجج بالسلاح".

وأضاف: "هم يريدون من هذه الإجراءات في منطقة باب العمود منع الناس من المرور منه، وإفساح المجال فقط للمستوطنين ليسرحوا ويمرحوا فيه".

في أثناء التوقف في منطقة باب العمود تحدث المواطن المقدسي عبد الرحمن غيث، الذي كان يعبر المكان في ساعات الصباح، قائلًا: "منطقة باب العمود لم تعد في السابق كما يعرفها المقدسي وغير المقدسي؛فهي مستهدفة من قبل الاحتلال، وكل مدة يفرض إجراءات فيها".

ولفت غيث إلى منع المقدسيين من الوجود فيها أو إقامة فعاليات، وإغلاقها فجأة أمام أية فعالية، متابعًا: "أما قطعان المستوطنين فيسمح لهم بالاحتفال، واستخدام سور القدس في منطقة باب العمود للشعارات التلمودية، ورفع علم الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تهويدية متعمدة".

وأكد أن هذه المنصات الأمنية هدفها إغلاق المكان في وجه المقدسيين وتوفير الحماية للمستوطنين، مشيرًا إلى أن هناك مخططات لمحاصرة المكان بإجراءات أمنية إضافية.

أضاف غيث: "تكمن أهمية منطقة باب العمود في كونها تتصل بشريان البلدة القديمة الرئيس، وهو طريق الواد المؤدية إلى أبواب المسجد الأقصى ومنطقة حائط البراق، فالاحتلال وبلديته بالقدس يريدان تجفيف منابع البلدة القديمة من هذه المنطقة وخنقها عمدًا".

أما الوافد من مدينة نابلس المهندس عزام القاضي فقال: "بحكم مهنتي مهندسًا أؤكد أن وضع هذه المنصات الأمنية بهذا الموضع الميداني أمر مرعب لكل من يدخل منطقة باب العمود"، مبينًا أن الشخص يكون مستهدفًا من أي زاوية بالرصاص القاتل من قبل الجنود الموجودين داخل هذه المنصات.

وشدد القاضي على أن هذه المنصات بطبيعتها الأمنية لا تستخدم في مثل هذه المواقع المزدحمة بالبشر، مستدركًا بقوله: "لكن الاحتلال يزيد من إجراءات الخناق على القدس، فمنذ دخولنا القدس نشاهد دوريات الاحتلال على المفارق والطرقات، وكأننا في ساحة حرب".

وذكر أن عدد سيارات الأمن أكثر من السيارات العادية، فالداخل إلى القدس كأنه في غابة من الأمن من بنادق وأفراد شرطة وجيش، "فهي صلاة تحت الحراب" يقول المهندس القاضي.

أما المواطن القلقيلي د. ياسر حماد مدير دائرة البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية فقال: "خلال عبوري منطقة باب العمود شعرت بأنني في معسكر لجيش الاحتلال بسبب هذه المنصات الأمنية".

وتابع حماد: "والذي آلمني أنني شاهدت عددًا من أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي يركبون يافطة كتب عليها "معبر راحيل"، في تهويد لاسم مسجد بلال في بيت لحم الذين يطلقون عليه قبة راحيل"، مشيرًا إلى أنه داخل منطقة باب العمود منصات أمنية للقتل، وتزوير للأسماء، وقتل الفلسطيني منها بشطبه من الوجود.