فلسطين أون لاين

​مبادرات رمضانية بدافع ذاتي

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ما إن أعلن ثبوت هلال شهر رمضان المبارك حتى شرع الشاب عبد الله جميل (28 عامًا) بتنفيذ مبادرته الخيرية، التي خطط لها بدافع ذاتي، بهدف توفير مساعدات غذائية للأسر المحتاجة التي تقطن بمنطقة سكناه غرب مدينة غزة.

وتقوم مبادرة جميل على جمع مساعدات مادية لا تقل عن 20 شيكلًا من أقاربه في العائلة وأصدقائه بالعمل، ما يضمن شراء مساعدات غذائية من خضار وفاكهة ولحوم للعائلات الفقيرة القريبة منه، على قاعدة: "الأقربون أولى بالمعروف، وخير رمضان كثير".

وتبلورت فكرة المبادرة قبل قدوم رمضان بأسبوع واحد في أثناء جلوس جميل مع مجموعة من أصدقائه، يقول: "تناقشنا أي السبل أفضل لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين طوال أيام الشهر، وما يتخلل عملية التوزيع من سلبيات لتتبلور في نهاية المطاف فكرتنا".

وبعد أن أدى جميل أولى صلوات التراويح انطلق إلى قرابة 12 عائلة موزعًا عليها معونات مؤلفة من تمر وعصائر، وفي صبيحة اليوم الأول تمكن من جمع نحو 350 شيكلًا من أصدقائه في العمل وأقاربه في البيت، خصصها لتجهيز وجبات إفطار من أطباق الأرز، قبل أن يوزع في اليوم التالي سلة غذائية متعددة الأصناف من خضار وفاكهة.

يضيف جميل لصحيفة "فلسطين": "يجب علينا المسلمين أن نعيش رمضان بكل تفاصيله وعلى الصعد كافة الدينية والاجتماعية والنفسية، فرمضان شهر اجتماعي بامتياز، وكلٌّ يعرف أنّه ليس كباقي الشهور، لذلك يجب أن يتنافس الناس في تحقيق تلك المعاني، ولو بأقل القليل".

ويعبر عن مدى سعادته بالنجاحات التي حققتها مبادرته على عكس ما كان يتوقع، متابعًا: "ألمس سعادة لا توصف عندما أطرق باب بيت عائلة مستورة، ربما ضاع حقها في المساعدات بسبب عدم معرفة القائمين على الجمعيات الخيرية بها، والأجمل من ذلك أن تشعر بجارك (عن حق وحقيق)".

ولم تقف فكرة جميل عند ذلك، فسرعان ما تلقفها أحد أنسبائه الشاب نعيم الأحمد الذي بادر من فوره بتطبيقها في المنطقة التي يسكن بها شمال قطاع غزة، وذلك بعد مضي ثلاثة أيام من شهر رمضان.

وعن الأسباب التي دفعته إلى تبني الفكرة يقول الأحمد: "الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها قطاع غزة، نتيجة للحصار المشدد من النواحي كافة؛ دفعتني إلى تبني الفكرة، في سبيل مساعدة العائلات المستورة، ولو بأقل القليل، من التبرعات التي نجحت في جمعها من الأصدقاء على نطاق محدود".

يضيف الأحمد لصحيفة "فلسطين": "وجدت قبولًا للفكرة لدى عدد جيد من أصدقائي الذين أعمل معهم في أحد مخابز الشمال، وبناء على ذلك كان العنصر الأساسي في المعونات التي شرعتنا في توزيعها هو الخبز ومشتقاته، إلى جانب مواد تنموية وغذائية أخرى".

ويتابع: "رمضان ليس فقط للصوم والصلاة، بل هناك غايات أخرى يجب تحقيقها؛ فهو فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي بين الناس، وتحقيق ما حث عليه الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، أن يشعر بعض الناس ببعض كمثل الجسد الواحد، خاصة في هذه الظروف".