في ذكرى انطلاق سفينة مرمرة التركية لفك الحصار عن سكان قطاع غزة، تنطلق من شواطئ غزة الشريفة إلى عرض البحر صباح الثلاثاء سفن فك الحصار، بإرادة شعبية وجماهيرية وشبابية تؤكد أن الإنسان لا ينتصر إلا إذا وثق بقدرته على الانتصار.
سفن فك الحصار عن غزة، فكرة تقوم على المبادرة، وعلى الجرأة في المحاولة، والمصداقية في ركوب البحر باتجاه أي مكان في العالم رغم أنف الزوارق الحربية الإسرائيلية، والخطورة تكمن في أمرين: الأول يتمثل بالاعتداء الإسرائيلي على سفن فك الحصار، والثاني يتمثل في محاولة البعض أن يشكك في مصداقية النوايا، وتشويه الفكرة التي تقوم على مواجهة الظلم، وإيصال صوت الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة إلى أبعد مدى، وفي الوقت نفسه تحريك البعد السياسي لقضية تجاهلها الأعداء والأصدقاء؛ بعد أن فرضوا عليها السكينة، وأسكنوها في بيت الطاعة الدولية، دون أن يفتحوا عليها باب بالمودة والرحمة.
شخصياً سأكون على ظهر إحدى سفن فك الحصار عن غزة، فقد حزمت عزيمتي كعضو مجلس وطني فلسطيني، وتوكلت على الله، وسأكون أحد هؤلاء الذين لا يكتفون بالقول، بل يطبقون بالفعل ما يقتنعون به، وسنتحدى بنادق الصهاينة، وسنتحدى زوارق الأعداء في خطوة سلمية، تصل إلى كل العالم، تطالب بفك الحصار عن غزة الشريفة.
وإذا كانت سفن كسر الحصار قد قررت الانطلاق من غزة إلى العالم الخارجي، فإن هنالك ترتيبات تجرى لانطلاق سفن فك الحصار من الخارج باتجاه غزة، وبالتحديد بعد عدة أسابيع، ومن دولة الدنمارك، لذلك فإني أدعو المنظمين لسفن فك الحصار إلى الاستعداد لمزيد من سفن فك الحصار باتجاه العالم الخارجي في الوقت نفسه الذي ستنطلق فيه سفن فك الحصار من الدنمارك، لنلتقي في عرض البحر الغاضب قادمين إلى غزة ومغادرين من أرض غزة.
وكي تكتمل الفكرة، فإنني أقترح أن يشارك في سفن فك الحصار في الرحلة القادمة شخصيات عامة تمثل المؤسسات الوطنية والرسمية والشعبية، مثل أعضاء مجلس وطني فلسطيني، وأعضاء مجلس تشريعي، وممثلين عن لجان المرأة الفلسطينية، وعن النقابات المهنية والطبية وعن الشخصيات الوطنية وأساتذة الجامعات والوجهاء، فطالما كان الوطن للجميع، والذي يتأذى من الحصار الجميع، فإن الواجب يقضي بأن تشارك جميع فئات الشعب في محاولة فك الحصار، لتكون سفن فك الحصار ممثلة لإرادة الشعب الفلسطيني.