فلسطين أون لاين

​يكثر الإقبال عليها في رمضان

"الجرجاوي".. بائع العصائر والخروب منذ أكثر من ربع قرن

...
غزة - نور الدين صالح

في خضم ازدحام السوق بالمواطنين، وأصوات الباعة التي تتعالى من هنا وهناك، في منطقة الساحة وسط مدينة غزة، كان الحاج خميس الجرجاوي (68 عاماً)، يقف أمام باب محله، وهو يوجه العاملين لديه لتحضير العصائر الرمضانية.

ينهمك الجرجاوي مع العاملين لديه في تجهيز الصناديق الزجاجية المخصصة للعصائر من مختلف الأصناف، وعيونه ترنو لإقبال أكبر عدد من المواطنين على العصائر التي يكثر عليها الطلب في رمضان.

خلال أقل من نصف ساعة، انتهى الجرجاوي من وضع الصناديق والعبوات البلاستيكية من مختلف الأحجام، المخصصة لتعبئة العصائر، بعدما وضع قوالب الثلج داخلها، ليصبح شكلاً جمالياً، من ألوان العصائر الطبيعية وفي مقدمتها "الخروب" الأكثر شهرة في رمضان.

يعمل الجرجاوي في مهنة بيع العصائر والمرطبات منذ قرابة 30 عاماً، والتي ورثها عن آبائه، وهو اليوم يضعها بين أيدي أبنائه أيضاً، "كان الوالد يشتغل منذ عدة سنوات في بيع العصائر، ونقلنا عنه هذه المهنة وطوّرنا عليها بعض الأمور"، وفق حديثه مع مراسل صحيفة "فلسطين".

وتتصدر عصائر الخروب والكركديه والتمر الهندي واجهة المحل، فيما تشكل العصائر الأخرى مثل جوز الهند والمانجا والرمان، شكلاً آخر، لترسم لوحة متكاملة الألوان من أصناف العصائر.

ويقول الجرجاوي: "كان العمل في السنوات السابقة يقتصر فقط على بيع الخروب والكركديه، لكّننا اليوم أضفنا له بعض الأصناف الأخرى، مثل القصب والمانجا وجوز الهند والرمان وغيرها من الأصناف".

ويكثر توافد المواطنين على شراء العصائر في رمضان أكثر من الأشهر الأخرى، وهو ما ذكره الجرجاوي، أن الصائمين يقبلون بشكل كبير على شراء العصائر وخاصة الخروب لاسيّما في فصل الصيف، لأنها تروي ظمأهم.

ويوضح أن الاقبال الكبير يكون على عصير الخروب بالدرجة الأولى، ويُعد أحد الأصناف الرئيسية على موائد الغزيين في شهر رمضان.

وتطرق للحديث عن فوائده الصحية، قائلاً: "يخفض ضغط الدم ويساعد على زيادة النشاط العقلي، وإزالة الحموضة وعلاج الالتهابات والبروستاتا".

ويضيف الجرجاوي أن: "رمضان شهر خير ونتمنى أن يكون أفضل من الأعوام السابقة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار المفروض عليه".

ويلفت في الوقت ذاته إلى أن أسعار العصائر تتناسب مع ظروف المواطنين والأوضاع الصعبة التي يعيشونها، مستدركاً: "لكن أزمات غزة، تحول دون إقبال كبير من المواطنين على شرائها".

ويبلغ سعر 2 لتر من الخروب 5 شواكل، فيما يبلغ سعر لتر الكوكتيل والرمان والمانجا 12 شيكلاً، وفق الجرجاوي، معرباً عن أمله أن يشهد هذا العام إقبالاً كبيراً على شراء العصائر.

ويُشغّل الجرجاوي في محله 12 عاملاً _ فرع الساحة، إضافة إلى 15 آخرين في فرع الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، مما يشكل عبئاً عليه ويزيد من المصروفات الملقاة على عاتقه، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع.

ويستدرك "لن نترك هؤلاء العمال رغم صعوبة الأوضاع، كونه يعيل عائلات ولديهم أطفال (..) رزقنا ورزقهم على الله".

ويختم حديثه بالدعوة إلى الله أن يُفرج على المواطنين، وتتحسن ظروفهم وأحوالهم المعيشية، وتتحقق أماني الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار.